والسّابع : يوم التّنيّة ؛ يوم شدّ على رسول الله اثنا عشر رجلاً ؛ سبعةٌ منهم من بي أميّة ، وخمسةٌ من سائر قريشٍ ، فلعن الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله من حلّ الثّنيّة غير النّبيّ وسائقه وقائده.
ثمّ أنشدكم بالله! هل تعلمون أنّ أبا سفيان دخل على عثمان حين بويع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا ابن أخبي! هل علينا من عينٍ؟
فقال : لا.
فقال أبو سفيان : تداولوا الخلافة فتيان بني أميّة ، فو الّذي نفس أبي سفيان بيده ما من جنّة ولا نارٍ!!
وأنشدكم بالله! أتعلمون أنّ أبا سفيان أخذ بيد الحسين حين بويع عثمان وقال : يا ابن أخي! اخرج معي إلى بقيعٍ الغرقد ، فخرج حتّى إذا توسّط القبور اجترّه فصاح بأعلى صوته :
يا أهل القبور! الّي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميمٌ».
فقال الحسين بن عليّ عليهما السلام : «قبّح الله شيبتك وقبّح وجهك» ثمّ نتر يده وتركه ، فلو لا النّعمان بن بشيرٍ أخذ بيده وردّه إلى المدينة لهلك.
فهذا لك ـ يا معاوية! ـ فهل تستطيع أن تردّ علينا شيئاً؟
ومن لعنتك ـ يا معاوية! ـ أنّ أباك أبا سفيان كان يهمّ أن يسلم فبعث إليه بشعرٍ معروفٍ مرويٍّ في قريشٍ عندهم تنهاه عن الإسلام وتصدّه.
ومنها أنّ عمر بن الخطّاب ولّاك الشّام فخنت به ، وولّاك عثمان فتربّصت به ريب المنون ، ثمّ أعظم من ذلك أنّك قاتلت عليّاً صلوات الله عليه وآله وقد عرفت سوابقه وفضله وعلمه على أمرٍ هو أولى به منك ومن غيرك عند الله وعند النّاس ولا دنيّة ، بل أوطأت النّاس عشوةً ، وأرقت دماء خلقٍ من خلق الله بخدعك وكيدك وتمويهك فعل من لا يؤمن بالمعاد ولا يخشى العقاب ، فلمّا بلغ الكتاب أجله صرت إلى شرّ مثوىً ، وعليٌّ