فقال : (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) ـ إلى قوله ـ (مِن جُوعٍ) (١).
وأمّا وعيدك إيّاي بقتلي ، فهلّا قتلت الّذي وجدته على فراشك مع حليلتك وقد غلبك على فرجها ، وشركك في ولدها حتّى ألصق بك ولداً ليس لك ، ويلاً لك لو شغلت نفسك بطلب ثأرك منه كنت جديراً وبذلك حريّا إذ تسوّمني القتل وتوعّدني به ، ولا ألومك أن تسبّ عليّاً وقد قتل أخاك مبارزةً ، واشترك هو وحمزة بن عبد المطّلب في قتل جدّك حتّى أصلاهما الله على أيديهما نار جهنّم وأذاقهما العذاب الأليم ، ونفي عمّك بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأمّا رجائي الخلافة ؛ فلعمر الله لئن رجوتها فإنّ لي فيها لملتمساً وما أنت ينظير أخيك ولا خليفة أبيك ، لأنّ أخاك أكثر تمرّداً على الله وأشدّ طلباً لإراقة دماء المسلمين وطلب ما ليس له بأهل ، يخادع النّاس ويمكرهم ويمكر الله والله خير الماكرين.
وأمّا قولك : إنّ عليّاً كان شرّ قريشٍ لقريشٍ ، فوالله ما حقّر مرحوماً ، ولا قتل مظلوماً.
وأمّا أنت يا مغيرة بن شعبة ؛ فإنّك لله عدوٌّ ، ولكتابه نابذٌ ولنبيّه مكذّبٌ ، وأنت الزّاني وقد وجب عليك الرّجم وشهد عليك العدول البررة الأتقياء ، فأخّر رجمك ودفع الحقّ بالباطل والصّدق بالأغاليط (٢) وذلك لما أعدّ الله لك من العذاب الأليم والخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وأنت ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى أدميتها وألقت ما في بطنها ، استدلالاً منك لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ومخالفةً منك لأمره وانتهاكاً لحرمته ، وقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت سيّدة نساء أهل الجنّة والله مصيّرك إلى النّار وجاعل وبال ما نطقت به عليك فبأيّ الثّلاثة سببت عليّاً أنقصاً من حسبه أم بعداً من رسول الله صلى الله عليه وآله أم سوء.
__________________
١. سورة الغاشية : الآيات ٣ ـ ٦.
٢. إشارة إلى قضية زنا المغيرة وابطال عمر الحد عليه.