(٩٣) وأمّا ثانيا : فقد أعرض عن أن حال الانفعال ليس حالا يتبدّل (١٧٩) على المزاج الثاني حتّى يصير به مدركا. فإن الأول بطل ، والثاني حدث ، وحدث عنده مدركا من غير حال يتبدّل عليه ، إنما (١٨٠) ينفصل عن الثاني (١٨١) بأن العدم سبق [١٠ ب] الآن الذي يدرك فيه ؛ وليس لسبق (١٨٢) العدم تأثير في أن يكون الشيء مدركا لنفسه.
وأما إذا كان شيء واحد غير المزاج ثابتا ، فيجوز أن يكون تجدد المزاج الثاني وبطلان الأول يفيده حالة (١٨٣) جديدة ، لأنه موجود بين الحالين لا جلهما (١٨٤) يدرك ـ وفي هذا كلام طويل ـ.
(٩٤) وأمّا ثالثا : فلأنه أعرض عمّا كنت قرّرته : إن المزاج من معلولات الجمع وتوابعها ، والجمع معلول القوة الجامعة النفسانيّة حدوثا و (١٨٥) انحفاظا. وأعرض عمّا كنت قرّرته من أن المزاج إذا تغيّر صار آخرا بالشخص ، فإنه (١٨٦) لا يجوز أن يقال في الأعراض : «إن واحدا منها يبقى بعينه ويكون أشدّ وأضعف» حتّى يكون حاملا للشدّة والضعف ، وهو واحد بعينه ؛ فإنه ليس هناك معنى واحد (١٨٧) يقبل الاختلاف عليه (١٨٨) إلا الموضوع ، فالمزاج وجميع الكيفيات التي تقبل الشدّة والضعف إذا تبدّلت تغيّرت ؛ لا في الشخص فقط ـ بل وفي النوع ـ والذات الإنسانيّة التي هو بها (١٨٩) واحد ثابت الشخص غير شيء من هذه المتبدّلات بالعدد.
(٩٥) ومن عزمي أن أعمل في «أن النفس ليس [ت] بمزاج» ألف ورقة ـ
__________________
(١٧٩) ع خ : ليس ما لا يتبدل. ل : ليس حالا ما لا يتبدل حالا يتبدل.
(١٨٠) عشه : وانما.
(١٨١) في هامش ب : الباقي ظ. م ، د : عن الثاني الباقي كما كان في ب أيضا كذلك وصحح بعد.
(١٨٢) ل : بسبق.
(١٨٣) ع ، ه ، ل : حالا.
(١٨٤) عشه ، ل : لا جلها.
(١٨٥) «الواو» ساقطة من عشه.
(١٨٦) عشه : صار آخر بالنوع فلانه.
(١٨٧) عش : واحدا.
(١٨٨) «عليه» ساقطة من عشه ، د.
(١٨٩) عشه : التي هويتها. ي : التي هى بها. ل : التي هو منها.