(١٣٥) وأنا أسأل الشيخ أن يعرض هذه الصورة على أهل التحصيل من متعاطى هذه العلوم ، ليعلموا أنه لم يكن في أول الأمر إلى تلك الكتب فاقة تحتمل [١٥ آ] كل ذلك الاشتطاط ، ولا في آخر الأمر بها اقترار عين ، وبالله إنه ما وقعت أبصارنا فيما تأمّلناه من كتب المخلطين على ما هو أحرج وأعوج ممّا يشتمل عليه هذه الكتب ، مع قلّة تعرّض للمعاني ، وضيق مجال للبيان ، وايهام للتبكيت (٣٦) ، واستعمال للمذهب الخطابي والسوفسطائي في العلوم البرهانيّة ، وتناقض منتظم السلوك (٣٧).
(١٣٦) والمحصّل عندنا من هذه الكتب ممّا (٣٨) عمله في ايساغوجي ، وقاطيغورياس ، وباريرمينياس (٣٩) ، وسوفسطيقا ، و (٤٠) في كتاب السماء والحسّ والمحسوس وما بعد الطبيعة ؛ فمن عرض عليه من أهل العراق هذه الأحرف ، واشتبه عليه الحال في صدق جماعتنا فليعتن على أيّ موضع شاء (٤١) من المعاني التي تشتمل عليه هذه الكتب لا سيما الطبيعيّة والإلهيّة حتى نكتب بعضا (٤٢) ما فيه من الفساد والخروج عن النظام والهذيان ، بحيث لا يشتبه على أحد ولا يختلف في تصديقنا فيه (٤٣) اثنان.
(١٣٧) وأما فلان فلأنه ينتزه (٤٤) عن تعاطي الكلام على كل شيء وعلى كل أحد ، ومن (٤٥) ايحاش الأصدقاء ، ولا يذكر أحدا (٤٦) إلا بجميل وشهادة مفرطة ؛ والعجب ممن يتجاسر (٤٧) أن يحمل إلى مثله مثل هذه التخاليط وهو
__________________
(٣٦) ل : ضيق مجال البيان وابهام التبكيت (خ : التشكيك). ب مهملة.
(٣٧) ل :؟؟؟ سطلم الشكول. (في الهامش : مستطلم الشكوك).
(٣٨) ل : ما عمله. (٣٩) ل : بار مساس.
(٤٠) «الواو» ساقطة من ل.
(٤١) ل : موضع من المعاني.
(٤٢) ل : بعض. (٤٣) ل : في تصديقنا اثنان.
(٤٤) ل : يتنزه. (٤٥) ل : وعن.
(٤٦) ل : احد. (٤٧) ل : عاشر. خ ل : حاسر؟؟؟. ب أيضا مهملة.
__________________
(١٣٦) الاصطلاحات يونانية مأخوذة من كتاب أرسطو في المنطق وكانت مستعملة في الكتب القديمة.
ايساغوجي ـ الكليات الخمس. قاطيغورياس ـ القضايا. باريرمينياس ـ العبارة. ويقال أيضا باري ارميناس ، وباريرميناس ، وباراارمانياس. قاطيغورياس ـ المقولات. سوفسطيقا ـ المغالطة.