حصونهم وبيوتهم من الزجاج الذي لا يصمد لهبات النسيم فضلا عن العواصف والاحجار.
لقد تعرض لمسألة التحريف من المتمأخرين الشيخ أبو زهرة في كتابيه (الامام الصادق ، والامام زيد بن علي) ووصف فيهما الكليني بالنفاق والخروج عن مخطط الاسلام ، ودعا إلى التشكيك بجميع مروياته في الكافي وفي نفس الوقت تعرض للسيوطي في الاتقان وغيره ممن روى هذه المرويات وانتهى إلى النتيجة التالية.
ان ما نقله السيوطي واشباهه لا يجعل مساغا للتشكيك في دينهم ، وان كنا لا نوافق على سرد الاقوال ذلك السرد الذي سلكه السيوطي في كتابه من غير تمحيص لها (١).
وإذا كان السيوطي مع انه دون هذه الاحاديث في كتابه من غير تمحيص لها لا يصح التشكيك في دينه كما يدعي أبو زهرة ، فبماذا يعتذر حضرته عن البخاري الذي اختار جامعه من ستماية الف حديث ولا بد وان يكون قد محصها تمحيصا دقيقا حتى انتهى إلى العدد المختار في صحيحه الذي بلغ نحوا من سبعة آلاف وستماية حديث تقريبا ، ومع هذا التمحيص فقد روى احاديث النقص وما يشبهها غرابة واستهجانا كحديث سحر النبي ، ووضع الرب رجله في جهنم ، وحديث موسى مع الحجر ونحو ذلك من الاحاديث التي عرضنا قسما منها ، وكتابه اصح كتب الحديث بل اصح كتاب بعد كتاب الله على حد تعبيرهم ، وإذا اخذنا بمقاييس ابي زهرة يجب التشكيك بدينه والنقد الواعي لجميع مروياته أو طرحها ، ولكنه لم يطبق هذا المبدأ الا على الكليني وحده.
فقد قال عندما تحدث عن البخاري محاولا تبرير موقفه من وجود مرويات غير مرضية في صحيحه ، قال : والبخاري ذاته هو اصح الكتب
__________________
(١) انظر ص ٣٢٦ من «كتابه الامام الاصادق».