المؤلفة في هذا الفن من علم كذلك كله. مثل العجائب للمسعودي ، وكتاب أبي نصر سعيد الجيهاني ، وكتاب أبي القاسم محمد الحوقلي البغدادي ، وكتاب جاناخ بن خاقان الكيماكي وكتاب موسى بن قاسم القردي ، وكتاب أحمد بن يعقوب المعروف باليعقوبي وكتاب إسحاق بن الحسين المنجم ، وكتاب بطليموس الإقلودي ...» (١).
وينتمي كاتبنا إلى مدرسة الجغرافية الرياضية ، التي أرسى قواعدها بطليموس. وتتلخص قواعد هذه المدرسة بتقسيم العالم إلى سبعة أقاليم ، واعتماد خطوط الطول والعرض لتحديد المدن والقرى. وأوضح إسحاق بن الحسين اعتماده «خط أول الأرض وهو خط المغرب ، وخط الاستواء وهو خط وسط الأرض».
ومع أن «الآكام» تبدو كمعجم جغرافي ، إلّا أن المؤلف اتبع نهجا خاصا مزج فيه بين تقديم أهمية المدينة ومدن الإقليم الواحد ، متخليا عن مراعاة الأبجدية. فهو يعرض المدن الإسلامية المقدسة أولا ، ثم يعود إلى بغداد «لأنها أصل المدائن» ، ثم إلى سرّ من رأى ، وهي العاصمة الثانية لبني العباس ، ثم إلى الكوفة والبصرة وواسط ، أوائل الأمصار التي
__________________
(١) كرتشكوفسكي ، تاريخ الأدب الجغرافي ١ : ٢٢٨ ـ ٩.