البيت للكميت من قصيدة طويلة هجا بها قبائل اليمن ، تعصبا لمضر. والمعنى : إن أدع ذكر النساء ، فلا أدع الذين ، يريد الرجال ، أي : إني تركت شتم النساء فلا أترك شتم الرجال...
وهو شاهد على حذف صلة الموصول (الذين) وهذا لا يكون إلا عند ما تفهم صلة الموصول من السياق ، كما في هذا البيت ، أي : لا أدع الذين أضاعوا النساء. ولا يصحّ القول : جاء الذين. إذا لم يسبقه كلام لأنه كلام غير مفيد ، هذا ، وتقول العامة «يا ابن الذين.» ولا يذكرون الصلة. [الخزانة / ٦ / ١٥٧].
(١٠) وقائلة أسيت فقلت جير |
أسيّ إنني من ذاك إنّه |
لم أعرف قائل البيت.
وقوله : وقائلة : أي : وربّ امرأة قائلة. وأسيت : حزنت. وأسيّ : حزين ، وزنا ومعنى. والتقدير : أنا أسيّ. وخبر إنني ، محذوف. أي : إنني أسيّ من ذاك ، أي : بسبب ذاك. وإنّه : بمعنى ، نعم ، والهاء للسكت ، و «جير» بمعنى «نعم» أو بمعنى «حقا».
والشاهد قوله : «جير» فقال بعضهم : إن التنوين يدل على أن «جير» اسم وقال آخرون : «جير» حرف ، والتنوين ، لضرورة الشعر. [الخزانة / ١٠ / ١١١ والدرر / ٢ / ٥٢ ، والهمع / ٢ / ٤٤ ، واللسان «أسا»].
(١١) إنّ المنايا يطّلعن |
على الأناس الآمنينا |
البيت من قطعة منسوبة إلى (ذو جدن) من ملوك اليمن قبل الإسلام.
عاش ثلاثمائة سنة. ولا أدري من الذي سمعها ونقلها ، فملوك اليمن موغلون في القدم ولا يعرف لهم تاريخ. ويذكر علماء اللغة ، أن لغة اليمن في صدر الإسلام ، لم تكن من اللهجة القرشية ، فكيف بها في الزمن الغابر.
وأعجب من علماء النحو الذين يرفضون الاستشهاد بلغة الحديث الشريف التي رواها الثقات الضابطون ، ويستشهدون بلغة الشعر الذي لا تعرف له نسبة صحيحة.
والشاهد في البيت أن اجتماع (أل) والهمزة في «الأناس» لا يكون إلا في الشعر ، والقياس «الناس» فإنّ أصله «أناس» فحذفت الهمزة وعوض عنها (أل) إلا أنها ليست