(٣٢) يحشر الناس لا بنين ولا آباء |
إلّا وقد عنتهم شؤون |
لم يعرف قائله.
قوله : لا بنين : لا : نافية للجنس ، بنين : اسمها مبني على الياء ، وخبرها محذوف. لا آباء : لا ، واسمها مبني على الفتح والخبر محذوف. إلّا : استثناء. (وقد عنتهم شؤون) جملة حالية. وهذا الحال في المعنى مستثنى من عموم الأحوال.
والشاهد : لا بنين : حيث جاء اسم «لا» جمعا ، فبني على الياء. خلافا للمبرد الذي يرى أن المثنى وجمع المذكر السالم ، يعربان إذا جاءا اسم «لا» النافية للجنس. [الشذور / ٨٤ ، والهمع / ١ / ١٤٦ ، والأشموني / ٢ / ٧].
(٣٣) يا طلحة بن عبيد الله قد وجبت |
لك الجنان وبوّئت المها العينا |
منسوب إلى أبي بكر رضياللهعنه يقوله في طلحة بن عبيد الله ـ طلحة الفياض وكان قد قام في يوم أحد مقاما محمودا إذ دفع عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقوله : بوّئت : أراد هنا معنى أفردت بها. والمها : البقرة الوحشية ، والعرب تستعيرها للمرأة. والعين : جمع عيناء وهي واسعة العينين. يا : أداة نداء. طلحة : منادى. يجوز ضمه وفتحه ، فإن ضممته فهو مبني على الضمّ في محل نصب لأنه مفرد علم. وإن فتحته : فقيل : هو مبني على الضم المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الاتباع وقيل : هو منصوب بالفتحة لأنه مضاف إلى ما بعد ابن ، ولفظ (ابن) مقحم وقيل : هو مع ابن مركبان تركيب (خمسة عشر) فهو مبني على فتح الجزئين. والأول أقوى.
وقوله «ابن» هو بالفتح : فإن ضممت طلحة فهو نعت له بالنظر إلى محله. وإن فتحت «طلحة» فهو نعت له بالنظر إلى محله أيضا ، لأن فتحة طلحة ، فتحة إتباع.
وقوله : المها : إما منصوب على نزع الخافض وإما مفعول ثاني لـ «بوّئت».
والشاهد : يا طلحة بن عبيد الله. فإن المنادى هنا وهو طلحة ، علم مفرد وقد وصف بابن وهذا الوصف مضاف إلى علم ، وهو عبيد الله ، وهذا العلم الثاني أبو العلم الأول ، والمنادى إذا كان بهذه الصفة جاز فيه الضم على الأصل والفتح على أحد وجوه ثلاثة :