الثمام ورفع العصي ، فإنه يحمله على المعنى ، وذلك أنه لما قال : بليت إلا الثمام كان معناه : بقي الثمام ، فعطف على المعنى وتوهّم اللفظ.
والشاهد في البيت : «أطرقا» بصيغة فعل الأمر مع ألف المثنى. فهو علم منقول عن هذا الفعل. وكأن الرجل كان يقول لصاحبيه في هذا المكان : أطرقا ، مخافة ومهابة ومعنى : اطرقا : اسكتا. [الأشموني ج ١ / ١٣٢ ، والخزانة ج ٧ / ٣٣٦ ، ٣٤٢ واللسان (طرق) ، وشرح المفصل ج ١ / ٢٩).
(٧٧) وركضك لو لا هو لقيت الذي لقوا |
فأصبحت قد جاورت قوما أعاديا |
البيت لم يعرف قائله. وذكره السيوطي شاهدا ، على أن تسكين الواو من (هو) لغة قيس وأسد. و (هو) في البيت ساكنة الواو ، والبيت من البحر الطويل ، ولا يقرأ إلا بتسكين الواو من (هو) [الهمع ج ١ / ٦٠ والدرر ج ١ / ٣٧].
(٧٨) وأركب حمارا بين سرج وفروة |
وأعر من الخاتام صغرى شماليا |
لامرأة من عقيل ، وقبل البيت :
لئن كان ما حدّثته اليوم صادقا |
أصم في نهار القيظ للشمس باديا |
وقد مضى هذا البيت ، في حرف الياء شاهدا على الجزم في جواب الشرط مع سبق أداة الشرط باللام الموطئة للقسم ، والأغلب في حال وجودها أن يكون الجواب للقسم ، ويقدر جواب الشرط ، أو يكتفى به.
والبيت الثاني : وأركب : معطوف بالجزم على أصم. وركوب الحمار على الهيئة التي ذكرت تكون لمن يندد به ويفضح بين الناس. وقولها : وأعر ، مجزوم بحذف الياء للعطف على أصم ، وهو مضارع أعراه إعراء ، أي : جعله عاريا. والخاتام : لغة في الخاتم. وأراد بصغرى شماله : الخنصر ، فإن الخاتم يكون زينة للشمال ، فإن اليمين لها فضيلة اليمن ـ فجعل الخاتم في الشمال للتعادل. يقول : إن كان ما نقل لك عني من الحديث صحيحا ، جعلني الله صائما في تلك الصفة ، وأركبني حمارا للخزي والفضيحة وجعل خنصر شمالي عارية من حسنها وزينتها ، بقطعها.
قال أبو أحمد :
وقوله «وأعر من الخاتام صغرى شماليا» يؤخذ منه أنّ وضع الخاتم في إصبع اليد