وربّا : مفعول : رضيت ، والمعنى : رضيت رضى بك ربا يا الله ، فلن أرى أن أتخذ إلها غيرك يا الله.
(٨٥) ألم تعلما أنّ الملامة نفعها قليل |
وما لومي أخي من شماليا |
البيت لعبد يغوث الحارثي اليمني من قصيدة قالها بعد أن أسر ، يوم الكلاب الثاني ، في الجاهلية. وزعموا أنهم عند ما همّوا بقتله ، قال : اقتلوني قتلة كريمة : اسقوني الخمر ودعوني أنوح على نفسي ، فسقوه خمرا وقطعوا عرقه الأكحل وتركوه ينزف ، وتركوا عنده رجلين ، فقالا له : جمعت أهل اليمن وجئت تقتلنا ، كيف رأيت صنع الله بك ، فقال القصيدة التي منها البيت ومطلعها :
ألا لا تلوماني كفى اللّوم ما بيا |
فما لكما في اللوّم خير ولا ليا |
فهو يخاطب اثنين حقيقة. واللوم : مفعول مقدم و «ما» فاعل مؤخر ، أي كفى اللوم ما أنا فيه ، فلا تحتاجون إلى لومي مع ما ترون من إساري.
وشمال : في البيت الشاهد بكسر الشين ، بمعنى الخلق والطبع ، واستشهد به صاحب الشافيه أن «شمال» يأتي مفردا وجمعا ، وفي هذا البيت جمع ، أي : من شمائلي. [الخزانة ج ٢ / ١٩٧ ، واللسان : شمل].
(٨٦) أبى الهجر أنّي قد أصابوا كريمتي |
وأن ليس إهداء الخنا من شماليا |
هذا البيت قاله صخر بن عمرو أخو الخنساء. وقبل البيت :
وقالوا ألا تهجو فوارس هاشم |
ومالي وإهداء الخناثم ماليا |
وكان قد قتل أخوه معاوية في حروب ، فقال له الناس ألا تهجو هؤلاء الذين قتلوا أخاك. فأجابهم. ومالي... وإهداء : انتصب بفعل مضمر ، وتكريره «ماليا» دلالة على استقباحه لما دعي إليه.
وقوله : أبى الهجر : الهجر : الفحش والقول البذيء والهجر : مفعول به ، وفاعله : أنيّ قد أصابوا ، المصدر المؤول. والكريمة : التاء للمبالغة ، وفي الحديث : إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه».