وقوله : وأن ليس : أن مخففة واسمها ضمير ، وجملة «ليس» خبره. وموضع أن ومدخولها عطف بالرفع على أنّي الأولى. [الحماسة بشرح المرزوقي ص ١٠٩٤].
(٨٧) لقد أغدوا على أشق |
ر يغتال الصّحاريّا |
البيت للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.
وقوله : لقد أغدو : الغدو ، ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. والأشقر من الخيل الذي حمرته صافية ، والشّقرة في الإنسان ، حمرة يعلوها بياض ويغتال : يهلك. واستعار يغتال لقطع المسافة بسرعة شديدة. والصحراء : الفضاء الواسع.
والشاهد : أنه جمع صحراء ، فلما قلبت الألف بعد الراء في الجمع ياء ، قلبت الهمزة التي أصلها ألف التأنيث أيضا. فاجتمعت ياءان وأدغمت. [الإنصاف ص ٨١٦ ، والخزانة ج ٧ / ٤٢٤ ، وشرح المفصل ج ٥ / ٥٨].
(٨٨) دعاهنّ ردفي فارعوين لصوته |
كما رعت بالجوت الظماء الصواديا |
|
(٨٩) وأوده ردفي فارعوين لصوته |
... الصواديا |
وقع البيت في شعري شاعرين. الأول في شعر عويف بن معاوية ، من شعراء الدولة الأموية ، وقيل له «عويف القوافي» لقوله :
سأكذب من قد كان يزعم أنني |
إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا |
وأما الثاني ، فهو في شعر سحيم عبد بني الحسحاس ـ كما قال البغدادي ـ وهو شاعر مخضرم عاش الجاهلية والإسلام ، واختلفوا في معنى بيت عويف : فقالوا : أراد بالرّدف : تابعه من الجنّ ، وضمير دعاهنّ : للقوافي : أي : دعا شيطاني القوافي فأجبنه وانثلن عليه ، يعني : أن الشعر أطاعه ، وكانوا يزعمون أن لكل شاعر تابعا من الجنّ يوحي له بالشعر. والرّدف في الأصل : الذي يركب خلف الراكب والارعواء : النزوع عن الجهل ، وحسن الرجوع عنه ورعت بالخطاب ، وهو من قولهم : هذه شربة راع بها فؤادي ، أي : برد بها غلّة روعي ـ بالضم ـ وهو القلب أو موضع الفزع منه وقيل : هو من راعه ، بمعنى أعجبه. والظماء : جمع ظمآنة ، وظمآن من ظمئ كفرح أي : عطش أو اشتد عطشه. والصوادي : جمع صاديه ، من الصدى وهو العطش. والجوت ـ صوت نداء الإبل للماء.