والمعنى الثاني للبيت : أن رديفه لما دعا النساء ، اجتمعن ورجعن عما كنّ عليه من الشغل ، كما لو دعت إلى الشرب الإبل ، فالتففن وتضاممن للشرب. فضمير دعاهن للناس. والبيت مفرد ، لا يمكن الحكم بأيّ المعنيين أصحّ.
وأما قول سحيم «أوده : فهو فعل ماض : أي : صاح بالإبل لتشرب.
والشاهد : أن بعض الأصوات قد يدخله أداة التعريف كما في (جوت) صوت دعاء الإبل ، وأصله «جوت» مفتوح الجيم. فإما أن يبقى مبنيا على الكسر ، أو على الضم ، أو على الفتح ، حيث يروى بالثلاث. وإما أن يعرب بالحركات ، كما قال ابن الناظم في شرح الألفية. [الخزانة ج ٦ / ٣٨١ ، وشرح المفصل ج ٤ / ٧٥ ، ٨٢].
(٩٠) وقد علمت عرسي مليكة أنني |
أنا الليث معديّا عليه وعاديا |
البيت للشاعر عبد يغوث الحارثي من أهل الجاهلية من قصيدة قالها يوم أسر.
وعرس الرجل : امرأته ، ومليكه : عطف بيان أو بدل. من عرسي. أنني : سدت مسدّ مفعولي علمت.
والشاهد في «معدي». فهو من الفعل «عدا» يعدو. واسم المفعول منه «معدوّ» ولكنه جاء في البيت «معديّ» فقالوا : إنه شاذ ، لأنه بناه من (عدي ، يعدي) ولكن الرواية جاءت في الخزانة على الأصل «معدوّا» وكذلك جاء في المفضليات (معدوّا) فهو إذن من تحريفات الرواة ، وجاء عند الزمخشري في المفصل (مغزيّا عليه وغازيا) وهو مثل «معديّ» في حكمه.
وقوله : معديّا : حال. وعاديا. معطوف على الحال. [شرح المفصل ج ٥ / ٣٦ ، والأشموني ج ٤ / ٣٢٦ ، وسيبويه ج ٢ / ٣٨٢ ، واللسان (عدا) والمفضليات].
(٩١) علمتك منّانا فلست بآمل |
نداك ولو ظمآن غرثان عاريا |
لم أعرف قائله. وعلمت : بمعنى تيقنت نصبت مفعولين. الكاف ـ ومنانا.
وقوله «ولو ظمآن» شاهد على حذف كان واسمها بعد «لو» الشرطية. وظمآن خبر. وغرثان : جائع. [الهمع ج ١ / ١٢١ ، والأشموني ج ٢ / ٢١].