على رفع (كلّ) في (يا تميم كلّكم) بأنه إذا تمّ فهو مبتدأ على القطع ، والتأويل (يا تميم كلّكم مدعوّ).
وفي اعتقادنا أن ما حمل النحاة على ذلك هو انطلاقهم من فكرة أن (المنادى) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أنادي) ، وأن محلّه النصب ، فإذا جاء مضموما فضمته بناء لا إعراب.
أما إيجاب الرفع عند الأخفش في نعت النكرة المقصودة بالنداء وتوكيدها فناتج عن أن ضمّة المنادى ليست في نظره ضمة بناء بل ضمة إعراب ، وأن الأصل في (يا رجل) هو (يا أيها الرجل) ، وقد حذفت (أيّ) فبقي على إعرابه. وأما الجمهور فقالوا بأنه لما حذفت (أيّ) وحلّ محلّها وصار هو المنادى ، حكم له بحكمه فبني كما بنيت (١).
وإذا كنا نسجل للأخفش فضله في مراعاة الاستعمال اللغوي حين أجاز الرفع في (ابن) و (كل) ، إلى جانب النصب فيهما ، دون اللجوء إلى التأويل (كما فعل جمهور النحاة الذين قدّموا حجة بارعة في ظاهرها المنطقي ، وإن كانت في باطنها من الوهن بمكان ، إذ ما دخل (النعت) المضاف ب
__________________
(١) همع الهوامع ، ٢ / ١٤٢.