صفوف الإمام الحسن عليهالسلام أنّه قد سلّم.
جيشٌ ملأته شائعة أنّ الحسن قد سلّم وصالح ـ وهو لم يصالح بعد ـ ولم يلتق بمعاوية.
وهذا الجيش تعوّدنا منه كثيراً أن يقبل الشائعات في كثير من مواقف التواريخ مع الإمام علي في ( صفّين ) وفي ( الجمل ) وفي ( النهروان ) ، هنا تعترضنا نقطة هامّة وهي أن ندرس الصلح وبنود الصلح.
إنّي أحب أن أثير نقطة ( أنّ الصلح اختلفت بنوده ) ولا تجد نصاً تاريخياً واحداً يجمع لنا الخمسة بنود التي طرحها الشيخ راضي آل ياسين في كتابه ( صلح الإمام الحسن ) وإنّما جمعت.
مسألة تجميع هذه الأساليب ليست فقط في سيرة الإمام الحسن عليهالسلام وإنّما في سِيَر جميع الأئمة عليهمالسلام.
عندما نحاول أن ندرس بنود صلحهم ومصالحاتهم ، أو عندما نريد أن ندرس ثوراتهم نجد أنّ أشياء تجمع من هنا وهناك.
يا ترى لماذا كان التاريخ لا يذكر الأسباب دفعة واحدة ؟ لماذا كانت هذه المسائل تجمع ؟ دعها إثارة واعمل بها ما شئت.
إنّ الاستقراء التاريخي للصلح ـ والذي أودّ أن يكون ختام هذا الحديث الخطابي المرتجل ـ أن الصلح سياسة ، وسياستنا ـ أيّها الأحبة ـ سياسة الشيعة بالذات هي خبزهم وماؤهم الذي يسير معهم.
إنّنا بالسياسة عشنا ، وبالإمام الحسن عليهالسلام وسياسته ، وبالإمام الحسين عليهالسلام وسياسته ، وبالسجاد عليهالسلام وسياسته ، وبسياسات جميع الأئمة عشنا لنصنع السياسة لا لتصنعنا ، فكنّا قادة الموقف ، لأنّ أئمتنا هم مَن صاغوا هذه السياسة الإسلامية.