فيقول : « خطب الإمام الحسن بن علي عليهالسلام بعد وفاة أبيه. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : « أمّا والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلّة ولا قلّة ، ولكنّا كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيب السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم وكنّا لكم وكنتم لنا وقد صرتم اليوم علينا ، ثم أصبحتم تصدّون قتيلين : قتيلاً بصفّين تبكون عليهم ، وقتيلاً بالنهروان تطلبون بثأرهم فأمّا الباكي فخاذل وأمّا الطالب فثائر ، وإنّ معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الحياة قبلناه منه وغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات الله وحاكمناه إلى الله ، فنادى القوم بأجمعهم ، بل البقية والحياة ».
أيمكن لإمام معصوم عليهالسلام في هذا الجيش الخائر أن يخاطر بصفقة تجارية خاسرة مسبقاً.
إنّها تجارة مع الله ولكن عند الأئمة عليهمالسلام التجارة مع الله ذات أبواب عدّة ليس بابها واحداً فقط.
كان ذلك الجيش لا يؤمن بالإمام الحسن عليهالسلام فمنهم مَن جاء لأجل أن يثور ، ومنهم مَن جاء وهم أتباعه أبيه وهم قلّة ، ومنهم مَن جاء يحبّ المال والثروة ، ومنهم مَن جاء ـ وهم الخوارج ـ وهدفهم الوحيد أن يقاتلوا معاوية ، سواء كان الحسن قائدهم أم كان الحسين ، ليست القيادة عندهم اُسّاً أساسياً في قتال معاوية.
مثل هذا الجيش أيقدر على المواجهة ؟! بغض النظر عن مسألة : هل يقدر الإمام الحسن على أن يقاوم به.
خذ مثلاً وأنت تعبر
هذا الطريق الشائك عن القائد الخائن عبيد الله بن العباس الذي سلّم الأمر لمعاوية ، وإرسال معاوية الجواسيس الذي أشاعوا في