العظيم عليهالسلام في الذب عن كرامة الاُمّة وحريم الإسلام.
ويمكن طرح الفكرة بصورة أوضح من خلال اُمور :
١ ـ إنّ شهادة الإمام علي عليهالسلام ـ زعيم الدولة الإسلامية ـ كانت في محراب المسجد الجامع ، وفي أعظم شهور الله حرمة وهو شهر رمضان ، عقيب مؤامرة دبرها نفر من الخوارج.
٢ ـ بلغ خبر شهادة الإمام عليهالسلام الشام فعقد معاوية اجتماعاً طارئاً دعا فيه دهاة العرب الذين أخذوا على أنفسهم أن لا يعلو صوت لآل أبي طالب عليهالسلام الذي هو صوت الإسلام الحقيقي ، ليُحكموا الخطط ويحوكوا المؤامرات ضد الإمام الحسن عليهالسلام وحكومته كما ستعرف بعض ذلك عن قريب.
٣ ـ إنّ المناوئين الآخرين الذين نقضوا أو تخلّفوا عن بيعة الإمام علي عليهالسلام يتربصون به وبأهل بيته الدوائر ، سواء من كان في المدينة ومَن خرج منها.
٤ ـ التمزق الشديد داخل عاصمة الإمام عليهالسلام ، واختلاف الأهواء والمطامع والمشارب واُسلوب التفكير بين أفراد المجتمع الكوفي وما يتبعه من المدن والقرى والقبائل.
٥ ـ الاختلاف الكبير بين أهداف الإمام عليهالسلام الطامح لإعلاء كلمة الله وإرساء الحق والعدل بين المنظومة الإنسانية ، وبين ما يفكر فيه بعض الشخصيات من عاصمته في ما يعود نفعه إلى مصلحته الشخصية أو مصلحة قبيلته.
كل هذه الاُمور وغيرها والتي غابت عنّا وعن ذاكرة التاريخ ، كان لها الدور الكبير في صنع القرار واتخاذ الموقف في سياسة الإمام الحسن عليهالسلام الحربية والسلمية ، وقد بحث الكتّاب والمؤرخون عن حياة الإمام الحسن عليهالسلام واستوعبوا الكثير من جوانبها ، وخرجوا بنتائج ، كل بما يمليه عليه مذهبه ومشربه وطريقته في البحث.