أمرك ، ولك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم ، والصلاح للمسلمين.
فدع التمادي في الباطل ، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي ، فإنّك تعلم أنّي أحقّ بهذا الأمر منك عند الله وعند كلّ أواب حفيظ ، ومَن له قلب منيب ، واتق الله ودع البغي ، واحقن دماء المسلمين ، فوالله ما لك من خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممّا أنت لاقيه به ، وادخل في السلم والطاعة ، ولا تنازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منك ، ليطفىء الله النائرة بذلك ، ويجمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ، وإن أبيت إلّا التمادي في غيّك سرتُ إليك بالمسلمين ، فحاكمتُك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين » (٣).
زمن الرسالة :
ضرب الإمام علي عليهالسلام في محراب مسجد الكوفة في الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان المبارك وانتقل إلى جوار ربّه في الليلة الحادية والعشرين منه في سنة ٤٠ هـ ، وبويع الإمام الحسن عليهالسلام بالخلافة في صبيحة تلك الليلة بعد أن خطب في الناس وأبّن الفقيد العظيم أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله بعد الحمد والثناء : « لقد قبض هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون بعمل ، ولقد كان يجاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقيه بنفسه ... إلى أن قال : أيّها الناس مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبي ، وأنا ابن البشير النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأنا من أهل بيت افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم ... » (٤).
ثم قام ابن عباس فحفز المسلمون على بيعته قائلاً : « معاشر المسلمين هذا ابن نبيّكم وصي إمامكم فبايعوه » فتمّت البيعة له.