فمن المحتمل قوياً أن تكون هذه الرسالة بعد البيعة بقليل فتكون في العشر الأواخر من شهر رمضان أو أوائل شهر شوّال.
ظرف الرسالة :
هي الظروف نفسها التي ذكرنا مجملها في المدخل مع ملاحظة الأزمة السياسية الخانقة الي أعقبت الحروب الثلاثة ـ الجمل ، صفّين ، النهروان ـ والتي خاضها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، مع مَن نقض بيعته ومن تخلّف عنها ، والتي ملأت قلوب الكثيرين حقداً وبغضاً للإمام عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام وأصحابه ، كما امتلأت قلوب المشركين من قبل ، يضاف لها هنا بأنّ ظرف الدولة الإسلامية بعد استشهاد قائدها بهذه الصورة لم يكن ظرفاً عادياً بل كان حسّاساً وملتهباً ، مضافاً إلى أنّه ظرف لقاء الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية وجهاً لوجه ، وانّه امتداد للصراع بين الكوفة والشام ، فانّ الإمام الحسن عليهالسلام يمثّل خطّ أبيه الإمام بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى « وجدتُكَ بعضي بل وجدتُك كلي » (٥) ، والطرف المقابل لا زال هو معاوية الذي يطمع في الملك وبقاء السلطة في يده واستمرارها في بني اُمية من بعده.
معطيات الرسالة :
تعتبر هذه الرسالة وثيقة تاريخية مهمّة جداً وتحمل بين حروفها معاني كثيرة ، وتفتح آفاقاً واسعة لدارسي التاريخ الإسلامي في تلك الحقبة من الزمان شريطة أن يرتفعوا بقلمهم عن نوازع المؤرّخ التقليدي ، والتاريخ الرسمي كما يستفاد منها معطيات عدّة منها :
الأوّل : أنّ الإمام عليهالسلام ابتدأ الرسالة بعد الحمد لله سبحانه ، بأنّ الله بعث