الرابع : إنّ معاوية قد شمت بقتل الإمام عليهالسلام ، وذو الحجى لا ينبغي له أن يشمت بموت أحد أو قتله ، لا سيما وأنّ الإمام عليّاً عليهالسلام قد ضرب وهو قائم يصلّي في محرابه وقد تعلّقت روحه بالعالم الآخر على يقين ممّا هو عليه قائلاً : « فزتُ وربّ الكعبة ».
جواب معاوية :
« أمّا بعد فقد وصل كتابك وفهمت ما ذكرتَ فيه ، ولقد علمتُ بما حـدث فلم أفرح ولم أحزن ولـم أشمت ولـم آس ، وإنّ علياً أبـاك لكـما قـال الأعشى :
فأنت الجواد وأنت الذي |
|
إذا ما القلوب ملأن الصدورا |
جدير بطعنة يوم اللقا |
|
ء يضرب منها النساء النمورا |
وما مزبد من خليج البحا |
|
ر يعلو الأكام ويعلو الجسورا |
بأجود منه بما عنده |
|
فيعطي الألوف ويعطي البدورا » (٤٢) |
وقد علّق على هذه الرسالة أيضاً توفيق أبو علم بقوله : « وتلمس في هذه الرسالة دهاء معاوية وخداعه وخوفه من الحسن عليهالسلام ، وذلك لمدحه وثنائه على الإمام علي عليهالسلام ، وإنكاره لما أظهره من الفرح بموته ، ولو لا ذلك لما سجّل لخصمه هذا الثناء العاطر » (٤٣).
الرسالة الرابعة :
كتب معاوية إلى الإمام الحسن عليهالسلام : « يا بن عم ، لا تقطع الرحم الذي بينك وبيني ، فإنّ الناس قد غدروا بك وبأبيك من قبلك » (٤٤).
جواب الإمام عليهالسلام :
« إنّما هذا الأمر لي
والخلافة لي ولأهل بيتي ، وإنّها لمحرّمة عليك وعلى