أهل بيتك ، سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والله لو وجدتُ صابرين عارفين بحقّي غير منكرين ، ما سلمتُ لك ولا أعطيتك ما تريد » (٤٥).
ظرف الرسالة :
يقول المؤرخون : لمّا توفرت لمعاوية القوّة الهائلة من الجند وأصحاب المطامع توجّه إلى العراق فلمّا انتهى إلى جسر منبج ، وعلم الإمام عليهالسلام بذلك أمر بالصلاة جامعة ثم اعتلى المنبر فقال :
« أمّا بعد ، فانّ الله كتب الجهاد على خلقه وسمّاه كرهاً ، ثم قال لأهل الجهاد : اصبروا إنّ الله مع الصابرين ، فلستم أيّها الناس نائلين ما تحبّون إلّا بالصبر على ما تكرهون ، إنّه بلغني أنّ معاوية بلغه ما أزمعنا على المسير إليه فتحرّك لذلك ، أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون ».
وتباطأ الناس وٱثّاقلوا عن الذهاب خوفاً من جيش الشام ، وبعد مداولات كلامية بين بعض الشخصيات الشجاعة وعامّة الناس أزمعـوا على المسير ، ثم لمّا ركب الإمام عليهالسلام تخلّف عنه الكثير ولم يوفوا بما وعدوه به ، فقام خطيباً وقال :
« غررتموني كما غررتم مَن كان قبلي ، مع أي إمام تقاتلون بعدي ؟ مع الكافر الظالم الذي لم يؤمن بالله ولا برسوله قط ، ولا أظهر الإسلام هو وبنو اُميّة إلّا فرقاً من السيف ؟ لو لم يبق لبني اُميّة إلّا عجوز درداء ، لبغت دين الله عوجاً ، وهكذا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ».
ثم وجّه إليه قائداً
من كندة في أربعة آلاف ، وأمره أن يعسكر في الأنبار ، وعلم به معاوية فأرسل إليه رسلاً وكتب إليه معهم : انّك إن أقبلت إليّ اُولِّك كور
الشام والجزيرة ، غير منفس عليك ، وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم فقبض