الكندي المال وقلب على الإمام الحسن عليهالسلام ، وصار إلى معاوية في مائتي رجل من خاصّته وأهل بيته.
فبلغ ذلك الإمام الحسن عليهالسلام فقام خطيباً وقال :
« هذا الكندي توجّه إلى معاوية وغدر بي وبكم ، وقد أخبرتكم مرّة بعد مرّة أنّه لا وفاء لكم ، أنتم عبيد الدنيا .. ».
ثم أرسل آخر من مراد وأخبره أنّه سيغدر كما غدر الكندي فحلف له بالإيمان المغلظة التي لا تقوم لها الجبال ـ على حدّ تعبير المؤرخين ـ ، أنّه لا يفعل ، فقال الإمام عليهالسلام انّه سيغدر ، وصدقت نبوءة الإمام عليهالسلام فيه ، ففعل كما فعل الأوّل إزاء ثمن بخس. حينها بعث معاوية إلى الإمام برسالته المتقدّمة.
ظرف رسالة الإمام عليهالسلام :
ثم انّ الإمام عليهالسلام أخذ طريق النخيلة فعسكر عشرة أيام فلم يحضره إلّا أربعة آلاف فانصرف إلى الكوفة فصعد المنبر وقال :
« يا عجباً من قوم لا حياء لهم ولا دين ، ولو سلّمتُ له الأمر فأيم الله لا ترون فرجاً أبداً مع بني اُميّة ، والله ليسومونكم سوء العذاب حتى تتمنّوا أنّ عليكم جيشاً جيشاً ، ولو وجدتُ أعواناً ما سلّمتُ له الأمر ، لأنّه محرّم على بني اُميّة فأف وترحاً يا عبيد الدنيا ».
ثم انّ القائد العام لجيش الإمام عليهالسلام ابـن عمّه عبيد الله بـن العباس المثكول من معاوية بولديه قد غدر هو الآخر بثلثي مقدمة الجيش الذي سار إلى معاوية.
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية : إنّا معك وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك.