هذه ظرف رسالة الإمام عليهالسلام ، والذي يظهر من البحار نقلاً عن الخرايج (٤٦) :
أنّ الإمام عليهالسلام كتبها بعد طعنه في فخذه والهجوم على الفسطاط ، والذي يترجّح لمَن يراقب الأحداث أنّها كُتبت بعدما ذكرناه ، والرسالة الاُخرى وهي الخامسة تقريباً كانت بعد الهجوم على الفسطاط.
وفي هذه الفترة بالذات نشر معاوية شائعة الصلح بينه وبين الإمام عليهالسلام في أوساط مقدّمة الجيش ، كما نشر شائعة التحاق قيس بن سعد القائد العام لجيش الإمام عليهالسلام بعد عبيد الله بن العباس بمعاوية في أوساط مَن بقي مع الإمام عليهالسلام ، ممّا أدى إلى زعزعة جيش الإمام عليهالسلام وانهيار ما تبقّى عندهم من معنويات ، وقد أخذت شائعات معاوية محلها في النفوس المريضة ممّن يحبون الدعة والراحة.
معطيات الرسالة :
الأوّل : ركّز الإمام عليهالسلام على عدم شرعية خلافة معاوية ، وأنّها محرّمة عليه وعلى أهل بيته ـ بني اُميّة ـ كما جاء عن الرسول صلىاللهعليهوآله ، فما سوف يحصل لمعاوية إنّما هو ملك لا يلبث أن يزول.
الثاني : إنّ الكثير من الذين مع الإمام عليهالسلام ليسوا على شيء من ناحية العقيدة ، والقليل منهم مَن يعرف الإمام عليهالسلام حقّ معرفته ، وأنّه إمام مُفترَض الطاعة من قِبَل الله يُسمَع له ويُطاع ، وهذا ما بيّنه الإمام عليهالسلام بعد الصلح أيضاً ، وانّهم غير صابرين على الحرب ، وإلّا فعلى أسوأ التقادير وعدم الإيمان منهم بأنّه إمام مُفترَض الطاعة فلا أقل أنّه قائدهم وزعيمهم وأميرهم الذي بايعوه.
الرسالة الخامسة :
كتب معاوية إلى
الإمام عليهالسلام في الهدنة والصلح وأنفذ إليه كتب
أصحابه