الذين ضمنوا له الفتك به وتسليمه إلى معاوية ، واشترط على نفسه عند استجابته إلى الصلح شروطاً كثيرة وعقد له عقوداً.
فكتب إليه الإمام الحسن عليهالسلام بعدما سيأتي من الحوادث في ظروف الرسالة :
« أمّا بعد فإنّ خطبي انتهى إلى اليأس من حقّ أحييه وباطل أميته ، وخطبك خطب مَن انتهى إلى مراده ، وإنّني اعتزل هذا الأمر ، ولي شروط اشترطها لا تبهظك إن وفيت لي بها بعهد ، ولا تخف إن غدرت ، وستندم يا معاوية كما ندم غيرك ممّن نهض في الباطل ، أو قعد عن الحقّ حين لم ينفع الندم ، والسلام » (٤٧).
ظروف الرسالة :
ذكر الشيخ الصدوق في العلل : دسّ معاوية إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجر بن الحارث وشبث بن ربعي دسيساً ، أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه ، إنّك إن قتلتَ الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم ، وجند من أجناد الشام ، وبنت من بناتي ، فبلغ الحسن عليهالسلام فاستلأم ولبس درعاً وكفرها (٤٨) ، وكان يحترز ولا يتقدّم للصلاة بهم إلّا كذلك ، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يلبث فيه ، لما عليه من اللأمة ، ثم لمّا صار الإمام عليهالسلام في مظلم ساباط ضرب الإمام عليهالسلام بخنجر أو معول مسموم فعمل فيه .. (٤٩).
فقال الحسن عليهالسلام : « ويلكم والله إنّ
معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي ، وإنّي أظن أنّي إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين لدين جدّي صلىاللهعليهوآله ، وإنّي أقدر أن أعبد الله عزّ وجل وحدي ، ولكنّي كأنّي أنظر
إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم ، يستسقونهم ويستطعمونهم ، بما جعله الله لهم