الصلح ، المبرِزة لتلك الشجاعة والبطولة التي تحلّى بها آل أبي طالب عليهمالسلام.
الموقف الأوّل : عن أبي عمر زادان قال : لمّا وادع الحسن بن علي عليهالسلام معاوية ، صعد معاوية المنبر ، وجمع الناس فخطبهم وقال : « انّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلاً ، ولم يرَ نفسه لها أهلاً .. ».
فلمّا فرغ من كلامه قام الإمام الحسن عليهالسلام فحمد الله تعالى بما هو أهله ثم ذكر المباهلة وآية التطهير وبعض فضائلهم ، إلى أن قال : « وإنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلاً ، ولم أرَ نفسي لها أهلاً فكذب معاوية ، نحن أولى بالناس في كتاب الله عزّ وجل وعلى لسان نبيه صلىاللهعليهوآله ، ولم نزل أهل البيت مظلومين ، منذ قبض الله نبيّه صلىاللهعليهوآله ، فالله بيننا وبين مَن ظلمنا حقّنا ، وتوثّب على رقابنا ، وحمل الناس علينا ، ومنعنا سهمنا من الفيء ، ومنع اُمّنا ما جعل لها رسول الله صلىاللهعليهوآله ».
الموقف الثاني : روى الشعبي أنّ معاوية قدم المدينة فقام خطيباً فنال من علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقام الحسن بن علي عليهالسلام فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال له : « إنّه لم يُبعَث نبي إلّا جعل له وصي من أهل بيته ، ولم يكن نبي إلّا وله عدوّ من المجرمين ، وإنّ عليّاً عليهالسلام كان وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله من بعده ، وأنا ابن علي ، وأنت ابن صخر ، وجدّك حرب وجدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واُمّك هند واُمّي فاطمة ، وجدّتي خديجة وجدّتك نثيلة ، فلعن الله ألأمنا حسباً وأقدمنا كفراً وأخملنا ذكراً وأشدّنا نفاقاً » ، فقال عامّة أهل المسجد : آمين ، فنزل معاوية فقطع خطبته (٥٢).
الموقف الثالث : قال معاوية للحسن بن علي عليهالسلام : أنا خير منك يا حسن ، قال : « وكيف ذاك يا ابن هند ؟! » ، قال : لأنّ الناس أجمعوا عليّ ولم يجمعوا عليك.
قال : « هيهات هيهات لشرّ ما علوت ، يا ابن آكلة الأكباد ، المجتمعون