الثالث : إنّ هذه الرسائل وثائق تاريخية أوضحت كثيراً من الاُمور في حياة الاُمّة الإسلامية ، كادت أن تذهب في أعماق التاريخ المظلم تحت غمار الإعلام المزيّف ، المبثوث من قِبَل بني اُميّة وأعوانهم ، ورفعت الستار عن حقيقة معاوية وبني اُميّة قاطبة الذين حُرّمت عليهم الخلافة الإسلامية بقول الرسول صلىاللهعليهوآله ، لا لشيء إلّا لعدم تأهّلهم للقيام بأعبائها ، وشهد بذلك اُسلوبهم في العامل مع المؤمنين حينما تربعوا على عرش الملك.
فالقارىء لهذه الرسائل والظروف التي كُتبت فيها وما أحاط بها من كلمات وخطب وحوادث يدرك مَن هو معاوية ويعرف مَن هم بنو اُميّة ، ويستطيع أن يحلّل شخصياتهم عن قرب.
الرابع : نعرف من هذه الرسائل وما يحيط بها من ظروف مدى قدرة الإمام عليهالسلام على معالجة الاُمور ، واستيعابه للمشاكل التي تواجهه وسرعة طرح الحل لها ، وحزمه في الاُمور ، وعدم فتح المجال للدخول في خداع معاوية ومراوغته ، وعدم قبوله للمساومات وأنصاف الحلول أبداً.
الخامس : يلاحظ منطق القوة في رسائل الإمام عليهالسلام جميعها بما فيها الرسالة الأخيرة التي كانت قبولاً بعرض الصلح الذي اضطر الإمام عليهالسلام إليه اضطراراً ، ممّا يدلّ على نفسيّة لا تعرف الخوف ، وقلب لم يداخله الجُبن ، وفي هذا تكذيب لما حاول إثارته المؤرخون من غير الشيعة ـ مستشرقين وغيرهم ـ للتشويش على شخصية الإمام الحسن عليهالسلام ، والحطّ من مكانها اللائق بها ، ورميه بالضعف والموادعة وحب السلامة والدعة ، إمّا تصريحاً أو تلويحاً.
فإنّ هذه الرسائل والخطب والكلمات المتفرقة في هذه الأجواء الساخنة ، قبل الصلح وبعده تنفي هذا الزعم الباطل وبشدّة.
ومن المناسب جداً أن
نستعرض بعض الشواهد من مواقفه الجريئة بعد