على الصلح ، فتبيّن لهم فيما بعد خطؤهم وانخداعهم.
وقد جرّ هذا إلى الاغتيال الأثيم لأعظم شخصية إسلامية بعد الرسول صلىاللهعليهوآله في مسجد الكوفة.
الثاني : اضطرار الإمام الحسن عليهالسلام إلى القبول بمصالحة معاوية وتنازله عن الخلافة ـ بشروط يجب أن لا تُغفَل أبداً ـ من أجل المحافظة على القلّة القليلة من رجال الإسلام المخلصين.
لقد وصل الوضع المتردّي في التناحر على السلطة حدوداً مجنونة تجعل جلّ الفئات التي تتطاحن مع صاحب الخلافة الشرعي ( الإمام الحسن ) على شفير هاوية سحيقة.
وكان مركز الصراع في قريش ، وقريش هي مركز السيادة والحكم ، والناس ينجذبون إلى أقطابها المتنافرة.
على أنّ أبغض قطب وأمقته لدى الناس هو قطب بني اُميّة ، على الرغم من كثرة الملتفّين حوله والداعين إليه نتيجة الحملات الدعائية والمالية التي أطمعت الناس وجعلتهم ينضمون إلى الحزب الاُموي طلباً للمال والجاه الدنيوي.
أمّا الخليفة الشرعي فكان على أعلى درجات الحنكة والبصيرة ، لأنّه رأى في وجوده ضرورة من أجل دوام الإسلام والمحافظة على المسلمين.
وحين وجد في جيشه انتكاساً نفسياً وعددياً أمام الجيش الاُموي ( المرتزق ) ، آثر الإبقاء على ثلّة المؤمنين الصالحين الذين هم وقود الحرب ورأس الحربة في عسكره غير المتكافىء أمام العسكر الاُموي.
فصالح على شروط تذكرها كتب التاريخ ، وكان وقع الصلح ثقيلاً على المخلصين من جند الإمام ـ وهم قلّة (١) ـ.
وقد أرّخ الفارس
المؤمن قيس بن سعد قائد جيش الإمام الحسن عليهالسلام هذه