المرارة حين عرف بالخبر وهو يستعدّ للمواجهة ، حيث قال :
أتانا بأرض العال من أرض مسكنٍ |
|
بأنّ إمام الحق أضحى مسالما |
فما زلتُ مذ نبّئتُه متلدّدا |
|
أراعي نجوماً خاشع القلب ناجما |
ولا بد من أن أشعاراً اُخرى قد تحدّثت عن هذا الأمر لكنّها لم تصل إلينا بسبب سياسة التعتيم والإلغاء الاُموية.
وعلى الرغم من الصلح واستتباب الاُمور لمعاوية ، إلّا أنّ الفرق كان شاسعاً بين حكم يقوم على أساس العدل والاستقامة والصلح الإسلامي ، وبين حكم فردي قبلي يستمدّ رؤاه وتصوراته من كوّة الجاهلية التي لم تدخل في الإسلام إلّا خوفاً وطمعاً.
وكان الاُمويون يشعرون بضخامة الهوّة بينهم وبين الخلفاء الشرعيين ـ أهل البيت عليهمالسلام ـ ويعانون من عقدة النقص أمامهم فيحاولون التنفيس عن عناء هذه العقدة بمواقف تجيء نتائجها سلبية في الغالب (٢).
ومنها أنّ مفاخرة جرت بين القرشيين والإمام الحسن عليهالسلام حاضر لا ينطق ، فقال معاوية للإمام : يا أبا محمّد : ما لك لا تنطق ؟ فوالله ما أنت بمشوب الحسب ولا بكليل اللسان ( وواضحة أبعاد كلام معاوية وكأنّه يحاول تعريف الأشياء حسب ما يريد ) فقال الإمام : « ما ذكروا من فضيلة إلّا ولي محضها ولبابها ».
ثم قال هذا البيت الذي يختصر تاريخاً حافلاً ما يزال محفوراً في الأذهان :
فيمَ المراءُ وقد سبقتَ مُبرّزا |
|
سبقَ الجوادِ من المدى المُتباعدِ |
وبعد مناظرة ثانية يقول الإمام عليهالسلام :
الحقُّ أبلجُ ما يحيل سبيله |
|
والحقُّ يعرفه ذوو الألبابِ (٣) |
وفي مرّة يصرّ مروان
على إحراج الإمام عليهالسلام وإيذائه بالكلام ، لكنّه عليهالسلام