ونحن نبارك هذه الخطوة المباركة لملتقى القطيف كشكل من أشكال التواصل مع مسيرة العطاء ، حيث يستقبل الملتقى نخبة من الأفاضل والأدباء والشعراء لتسليط الأضواء على شخصية الإمام الحسن عليهالسلام في كل أبعادها ، من خلال الكلمة والقصيدة. فتبقى الذكرى منطلقاً لإبراز الطاقات العلمية والأدبية والتعريف بها فيكون الملتقى ساحة لتلاقح الأفكار ، وبعد ذلك لتصبّ هذه الرؤى والتصورات والإبداعات في مسيرة العطاء والبناء نحو الهدف المنشود.
وكمحاولة للمشاركة والاصطفاف مع الجهود المخلصة أقدم بحثي القصير عن الإمام الحسن عليهالسلام.
جاء الإمام الحسن عليهالسلام إلى الخلافة في مناخ قلق غير مستقر ، وفي ظروف التعقيد والصراع التي برزت وتأزّمت في أيام الإمام الحسن عليهالسلام. تلك هي شريحة زمنية جاءت بين دوافع الأوّلين وتساهل الآخرين صورة مشوّهة من صور التاريخ ، وتعرضت في مختلف أدوارها لما كان يجب أن يتعرّض له أمثالها من الفترات المطموسة المنسية الحقائق ، فإذا بالحسن عليهالسلام في عرف الكثير من المتسرعين من شرقيين وغربيين ذلك الخليفة الضعيف الذي باع الخلافة بثمن زهيد إلى كثير من التخرّصات التي لا تستند إلى دليل أو منطق.
جاء الإمام الحسن عليهالسلام في خضم تيارات متعددة من الاُمويين والخوارج وغيرهم ، وأمام كل هذه التحديات تبرز عدّة نقاط تشكّل عائقاً أمام المخططات الإلٰهية التي كان يرومها الإمام الحسن عليهالسلام في مواصلة جهود المسيرة منها :
١ ـ عدم رسوخ فكرة النص أو نزولها إلى الساحة ، فهي لم تكن مألوفة ولا معروفة لدى الجمهور الذي عاصره الإمام الحسن ، لذا لم يتعامل معه الجمهور على انّه إمام ومفترض الطاعة.
٢ ـ تولّي الإمام
الحسن عليهالسلام بعد أبيه قوّى الشك في رسالية المعركة
،