فأصبح في نظر الكثير انّ المعركة معركة بين بيت وآخر : اُمـوي وهاشمي ، وليست معركة رسالية.
من خلال هذين العاملين وأسباب اُخرى دقّق الإمام الحسن عليهالسلام عدّة من الخيارات :
الأوّل ـ إغراء الزعامات وأصحاب النفوذ لاستقطابهم ، وهذا الاقتراح اقترحه البعض على الإمام الحسن لكنّه رفض هذا بقوله : « أتريدون أن أطلب النصر بالجور فوالله ما كان ذلك أبداً ».
الثاني ـ أن يخوض معركة ، لكنّ المقاومة في دور الإمام الحسن عليهالسلام كانت تؤدّي إلى فناء الصف المدافع عن الدين فلو غامر الإمام الحسن عليهالسلام لقُتِل هو ومَن معه من بني هاشم وتنتصر الاُموية. وأيضاً يمكن أن يكون دخول الإمام عليهالسلام في معركة يائسة يجعل معركته في نظر الكثير بمستوى المعركة التي خاضها ابن الزبير ، وقد نتساءل هل أحدٌ من المسلمين فكّر بابن الزبير ؟ هل حققت معركته مكسباً للإسلام ؟ الجواب : كلّا ؟ والإمام الحسن عليهالسلام يدرك كل هذه الأبعاد والتفصيلات.
الثالث ـ الصلح وهو مجرّد اُطروحة تشكّل هدنة زمنية مؤقتة وهي تجسّد امتداداً لمنهجية بدأها النبي صلىاللهعليهوآله في صلح الحديبية وللإمام الحسن عليهالسلام اُسوة بجدّه ، ولا غرو أن يسير الأبناء على ما خطّه الآباء ، هذا مع العلم بأنّ الصلح تضمن مجموعة من البنود الهامة التي لعبت دوراً كبيراً ، وحقّقت مكاسب في طريق الإسلام.
وبذلك تمكّن الإمام
الحسن عليهالسلام بصلحه من أن يكشف زيف الاُموية ، ويعري أولئك الذين تستّروا بالإسلام وساهموا بانحراف المسيرة عن الطريق المستقيم ، فالإمام الحسن عليهالسلام كشف اللِّثام عن هؤلاء ومهّد الطريق
أمام