فوق ضيق المسافات فوق الزمن
ولن تستطيع
لأنّك حين استضفت القوافي وقاموسك الأبجديّ
حكمتَ بأنّ على الفن أن يتنازل عن عرشه
ليسجن بين زواياك بين حدود القلمْ
وحتى لو انّ رؤاك خيال السماوات لن تستطيع
لأنّ الذي دونه حسن والذي تبتغيه ( الحسنْ )
وكل الذي ها هنا هو منه ، لذاك أبى القوم تشييعه ونفوا نعشَهُ
وظنّوا بأنَّ ثراه يضيع.
وما علموا أن بُردتَه ستكون ( البقيعْ )
وما علموا أنّه توشك الأرض تنشق عن مثلِهِ
ألف جيل ويأتي يصلّي على قبره جبرئيلْ
لأنّ التراب ارتوى عبق الوحي منه ،
وفي كل شبر من الأرض كل التراب يحدِّث عنه
فيا قومنا : حطّموا المئذنهْ ، أزيلوا القبابْ
فلا تستطيعون محو التراب ولا تقدرون بأن تخرسوا ألسُنَهْ
لكيلا يكون الحسن :
عليكم بان تذبحوا كل فنٍّ ، وأن تحرقوا كلّ وجه جميلْ
عليكم بأن تنحروا الفجر كي يتمزّق وجه الأصيل
أن تقطعوا سعفات النخيل ، أن تطفئوا الشمس حتى يموت النهار
أن تصنعوا من وجوهِ اُميّة اشرعةً مشوّهةً تصادر لون البحارْ
لكيلا يكون الحسنْ