وارحم ثكالى الخلق .. والأمل المذهّب في بطون الاُمّهاتِ
وهدأةَ الرّيف الملفّع بالطفولةِ واشتعال الشيب في رأس المُدن.
فالأرض أضعف طاقةً من أن تراك تجود بالنفس الزكيّة مرّة اُخرى
وتقتل يا حسن !!
إرفق بنا ..!
فعيوننا لم تكتحل بالنور دهراً ..
وتعوّدت أجفانُنا برموشها السوداءِ أن تغفو ..
وتحلمَ أنّ أشواكَ الظلامِ غدت نجيمات .. وزهرا
حتى مآقينا .. ترجّح أن تشبّ الاُمنيات الزغْبُ .. في أرحامها البتراءِ جمرا
فإذا صحت .. ورأتك واقعها المضيءَ تحيَّرت ..!
وهي التي لم تحتضن أهدابُها من قبل .. لألاءً .. وبدراً
حتى المآذن .. والسواقي .. والفصول الخضرُ ما عادت تؤذّنُ
أو ترشُّ على التلال ندىً وتكبيراً .. وغزلاناً وزغردة وعطرا
حتى المواسمُ .. والمواكبُ والكواكبُ
لم تعد تُضفي على الأعشاشِ .. والأعشاب والليل الحزينِ بشاشةً سكرى ..
وإشراقاً .. وسحراً ..
حتى الليالي لم تعد تنأى ليلتمس الحيارى البائسون هدىً وأسحاراً .. وفجراً.
حتى المحافلُ .. والرحيلُ الحلوُ في زهو الذُّرى والاُمسياتُ ودهشةُ الشُعراءِ
ما عادت تفيض على السهول وهودج العشاقِ وحياً .. وارتعاشاتٍ وشعراً
فإذا أتى الميلادُ يحمل للحزانى فرحةً .. ونبوءة تشدو .. وبشرى
وتفجّرت آفاق هذا الشرق نوراً
وهجُهُ :