الحزن على رؤاه وأبعاد تصوّراته الشعرية :
قد كنت أرجو أن أصوغ قصيدة الميلاد
في هذا المساء الطلق
لكن الحسين .. جراحه سكنت فمي
وبعد التبرير المختصر بشطرين يمثّلان مقطعاً كاملاً يعود الشاعر في مقطع قصيدته الأخير للسرد التاريخي الذي يعمّق المأساة والحزن والألم ثانية ، فيذكر النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وأمير المؤمنين عليهالسلام ، وخيانة النخيلة وخذلان القبائل وصلح الإمام الحسن عليهالسلام. بحيث تغلب اللغة النثرية التقريرية الإبلاغية الإخبارية على أشطر المقطع الذي لم يوفّق الشاعر فيه إلى اكتشاف أرضية جمالية ، أو انّنا نقول انّه رأى أن يسمّي الأشياء والمفاهيم والأفكار بمسمياتها المباشرة بدون أن يعطي للتأمّل الشعري فرصة لطرح ما يعادل الأفكار شعرياً فنقرأ :
بيَّضت وجه المسلمين
أو :
لو لم يكن نصراً فكيف بغى معاوية عليك وما وفى ؟
ووصل المستوى التعبيري إلى حدّ المفارقة في استخدامه للفظة ( الفؤاد ) وهي لفظة يتبادر معناها إلى ذهن المتلقّي انّه ( القلب ) فكيف استخدمت بهذا الشكل المنافي لمعناها في :
يا أيّها المظلوم أمنحك الفؤاد مفتّت الرئتين
فالقلب هنا له رئتان مفتّتان وهذا خلل واضح على المستوى الدلالي ، يضاف إلى خلل في نظام التقفية عندما استخدم الشاعر القوافي التالية ( مخالفاً ، ما كفى ، ما خفى ، ما وفى ، واقفاً ، نازفاً ) وهذا من عيوب القافية الذي يسمّى بـ ( سناد التأسيس ).