وأخوك ممدود على وجه الثرى
ليعرض الشاعر في أطول مقاطع القصيدة مأساة الحسين عليهالسلام في صور تقرّر تفاصيل المأساة وتنقل استنساخاً مقارباً لذاك الحدث التاريخي ، ومع تكرار لفظة ( أخوك ) ٢٤ مرّة تنثال التداعيات المجاورة للوقائع لتخبرنا وتحقّق وظيفة الإبلاغ ونقل التعبير المُصاحِب للمعلومات ولدقائق الاُفق المعرفي الذي يريدنا الشاعر ان نطّلع عليه داخل حلّته الشعرية.
ونظراً لهذا الإخلاص في استخدام الأداة الشعرية لإنجاز وظائف حياتية اُخرى ، أفلتت بعض المتطلّبات الأساسية المرادة في الجانب الإجرائي التنفيذي لعملية بناء القصيدة.
فمع تدفّق القصيدة بتفعيلات بحر الكامل عانت بعض الخلل الإيقاعي الذي جاء به الشاعر بتجوّز واضح ، فبعد انتظام المقطع الأوّل مع صحيح الكامل ، والمقطع الثاني مع الكامل المرفّل ، ابتدأ الشاعر مقطعه الثالث مع الكامل المذيّل ، أي انّه كان يضيف حرفاً ساكناً إلى تفعيلات نهايات الأشطر في ( النحيل ، المستحيل ) إلّا انّه أورد ( القنديل ) وهو معالج عروضياً بزحاف وعلّتين ، فالزحاف هو الإضمار حين سكّن الحرف الثاني المتحرّك من تفعيلة بحر الكامل ( مُتَفاعلن ) فتحوّلت إلى ( مُتْفاعلن أو مستفعلن ) ، ثمّ عالج الناتج بعلّة الحذف عندما حذف الوتد المجموع من ( مستفعلن ) فبقي ( مستف ) وهذا الناتج يقابل تفعلية الخبب ( فعلن ) ، ثم ذيّل هذه التفعيلة عندما أضاف حرفاً ساكناً إليها فأصبحت ( فعلان ) وهي وزن ( قنديل ) وهذه المعالجة لا تقابل ما قبلها إيقاعياً مع كون القافية متّحدة ، وتكرّر هذه الكسر الإيقاعي في مواقع اُخرى ( جبرائيل ، التنزيل ، النيل ).
ويصل الشاعر إلى مقطع
قصيدته الرابع ، ليبرّر لنا ما يمكن تسميته بضغط