الف عاصفة تهبّ
وهناك أيضاً :
التواريخ الكسيحة والمرايا السود والحمّى
ويعود الشاعر ليتوكّأ على طلباته وتوسُّلاته بعدم الحضور ، فيواصل رحلته مع أفعال الأمر ( انظر ، اربأ ، اعبر ، ارحم ) ليعلن إعلاناً هو إلى خيال الأماني أقرب من الحقيقة التاريخية ليقول : إنّ الأرض لا يمكنها استقبال الإمام عليهالسلام إذا أراد أن يجود بدمائه مرّة اُخرى.
في المقطع الثاني يحدث بعض الانفراج من ضغط الأحزان والواقع المأساوي المحاصِر لرؤى الشاعر ، فيبتدىء من فعل الأمر المتوسِّل بالإمام الحسن عليهالسلام.
ارفق بنا .. فعيوننا لم تكتحل بالنور دهراً
لنصل بعد رحلة سرديّة بتفاصيل الأوجاع عبر تداعيات متواصلة ومتداخلة إلى منطقة صغيرة يعالج الشاعر بدايتها بـ ( لام الأمر ) ليقول :
فلتبتهج يا عمرنا الخالي من الفرح المجنّح فهي ذكرى .. أي ذكرى
ويدخلنا الشاعر إلى مقطع قصيدته الثالث باستهلال فاجع عن الإمام الحسن عليهالسلام:
وتجيء تسبح في الدِّما
وهذا الاستهلال قابل لقراءتين ؛ الاُولى تبدو فيها الولادة والمجيء سابحتين في الدماء ، أمّا الثانية فيمكننا أن نتصوّر فيها مجيء ذكرى الولادة لا الولادة نفسها ، على أنّ الشاعر أراد ان يتخلّص إلى موضوع مركزي يتحدّث فيه ويسهب عن الإمام الحسين عليهالسلام فأكمل شطره هكذا :
في رؤاك الطف والعطش الرهيب وشهقة الأطفال والشفق النحيل
ليبدأ التخلّص في الشطر الثاني :