امتداد ( ١٧ ) بيتاً ليُطرح هذا التساؤل المضطرب :
أنتَ مَن أنتَ يا هوىً عسليّاً لمدنفِ |
ونستمع إلى ( ١٠ ) أبيات رائية من حديث رؤى المتكلّم مع المتكلّم نفسه :
حدّثتني رؤاي أنّك شيء قد انتثر |
أو :
حدّثتني رؤاي أنّك في رحلة السفر |
وحديث الرؤى حديث كشف لحقيقة المخاطَب ، فنحن نقترب من شخصية الإمام الحسن عليهالسلام وخصوصاً في هذا البيت :
أنت تغضي ويظلمون وتعفو وتؤتسرْ |
ونعود في نهاية القصيدة إلى المتكلّم الذي يؤشّر بقعة جغرافية محدّدة ( البقيع ) ليؤكّد لنا انّه كان يتكلّم عن الإمام الحسن عليهالسلام :
أنا شيء على البقيع هيام على هيامْ |
لتبدأ بعدها تساؤلات تدخلنا إلى مناطق اضطراب الدلالة وكثرة احتمالات التأويل.
وننتهي مع الشاعر الذي يؤكّد انتماءه ومحبّته ، لكن بطريقة أقرب للغرابة منها للوضوح التقريري ، وهي تلامس أكثر من نمط من أنماط الغموض الجميل ، لكن القصيدة تمضي إلى النجاح بأكثر من خطوة موفّقة.