لماذا فسح الإمام الحسن المجال للعناصر المختلفة للالتحاق بالجيش الزاحف لمحاربة معاوية مع معرفته بهم ؟ ولماذا ولّى عبيد الله بن عباس على مقدمة الجيش وولّى آخرين مع معرفته بل بتصريحه بغدرهم ؟ ولماذا لم يقطع رؤوس الفساد في الجيش ؟ ولماذا لم يقدِم الإمام الحسن عليهالسلام على الشهادة كالإمام الحسين عليهالسلام ، بل أقدم على الصلح حفاظاً على نفسه وبعض أهله من أهل بيته ؟ ولماذا لم يقم بعد تصريح معاوية بان كل شرط اشترطه للإمام الحسن عليهالسلام فهو تحت قدمه مع أنّ كبار أصحابه استعد لذلك ؟.
وكل هذه الاستفهامات تنبىء عن الجهل بحقائق الواقع والمقاييس الصحيحة لمعرفة حقائق الرجال وأحوالهم.
ونحن نحاول في هذا المقال التعرّف على بعض جوانب الأحداث التي دارت بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية ، ونطلّ من نوافذ نورية على تلك الحقبة الزمنية لنرى مدى صحّة واستقامة مواقف الإمام الحسن عليهالسلام ، ومدى سقم وفساد موقف معاوية. ومن خلال طرح تلك الومضات من تلك النوافذ نعرف أنّ هناك مقاييس خاصّة عند أهل بيت النبوّة بها يتعاملون وبها يحكمون الناس ، وبذلك يتضح الجواب على كل تلك الاستفهامات :
من هو الإمام الحسن عليهالسلام ومَن هو معاوية ؟
الإمام الحسن أبو
محمّد ريحانة المصطفى ، وقرّة عين المرتضى ، وثمرة فاطمة الزهراء ، وأحد الخمسة أصحاب الكساء ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأحد الذين أطعموا الطعام على حبّ الله مسكيناً ويتيماً وأسيرا ،
ومن أحد الثقلين اللّذين خلفهما الرسول في اُمّته ومَن باهل بهم الرسول صلىاللهعليهوآله نـصارى نجران ، ومـن الذين أوجب الله الصلاة عليهم ، وهو السيد والسبط