مليحاً من أحسن الناس وجهاً ) (٥).
نشأته :
نشأ الإمام الحسن عليهالسلام في كنف جدّه ورعايته وتربيته سبع سنين ، فتزين بأحلى زينة وهي شبهه بجده خَلْقاً وخُلُقاً فتأدّب بأحسن الآداب ، وتخلّق بأتمّ مكارم الأخلاق ، وحصل على أوسمة من الشرف ظلت وستظل خالدة في جبين الدهر. فقد قال الرسول صلىاللهعليهوآله في حقه : « أمّا الحسن فان له هيبتي وسؤددي » (٦).
وأيُّ هيبة أعظم من هيبة خاتم الأنبياء ، وأي سؤدد أشرف من سيّد الكون محمّد صلىاللهعليهوآله.
وقال فيه وفي أخيه الإمام الحسين عليهالسلام : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (٧) ، فهما سيّدا شباب مخلوقات الجنّة من الأنس والجن وغيرهما وكل ما صدق عليه أنّه من أهل الجنّة. وقال صلىاللهعليهوآله : « ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا » (٨).
فأشار بذلك إلى ما يكون من الإمام الحسن عليهالسلام من الصلح وما يكون من الإمام الحسين عليهالسلام من القيام ، أو أشار إلى ما يكون من كل منهما من القيام في فترة والقعود عن المجابهة في فترة اُخرى. إلى غير ذلك من كلمات الرسول صلىاللهعليهوآله النورانية التي هي عبارة عن أوسمة شرف وسمو وسيادة قلَّدها ابنه الإمام الحسن عليهالسلام.
ثم كان مع أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في مظلوميته ومواقفه وفي سكونه وحركته ، فمشى على منهاجه وترعرع في ظلاله ، ومشى خلفه مشية الفصيل خلف اُمّه ، فكان من أعبد الناس وأزهدهم وأفضلهم وأكرمهم وأهيبهم.
فإذا ما واجهه أحد
طأطأ رأسه أمامه ، وإذا ما جلس عند باب بيته امتنعت