الخطّة العسكرية اللّازمة لمجابهة جيش معاوية ، فقدّم للجيش مقدّمة في اثني عشر ألفاً ، وولّى عليهم عبيد الله بن العباس ثم قيس بن سعد ، والأمارة المترتّبة التي جعلها الإمام الحسن عليهالسلام كاشفة عن مدى حنكته العسكرية والسياسية. فلو أمّر عليهم واحداً فبمجرّد سقوطه ضاع الجيش وتفلل.
وأمّا الإمام الحسن عليهالسلام فقد نزل في بلاد ساباط ينتظر التحاق بقية الجيش من هنا وهناك ويتطلّع إلى أخبار المقدّمة المرسلة. وأبقى في الكوفة من يثير بقية من يقدر على حمل السلاح ليلتحق بجيش الإمام الحسن عليهالسلام.
٥ ـ اختبار أصحابه في نفس ساباط ليعرف مقدار طاعتهم له ، وليعرّفهم أنفسهم وليلقي الحجّة عليهم ، فألقى عليهم خطبة قصيرة تضمّنت الحث على طاعته وعدم مخالفة أمره وانّه ناظر لما فيه الخير والصلاح لهم.
فنظر الناس بعضهم إلى بعض معتقدين أنّه يريد بذلك المصالحة لمعاوية ، فشدّوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلّاه من تحته ورداءه من عاتقه ، وجرحه رجل بخنجر في فخذه فشقّه حتّى بلغ العظم.
فلاحظ اولئك الذين تبادروا إلى مبايعته بالطاعة والسلم لمَن سالمه والحرب لمَن حاربه ، كيف سوّغوا لأنفسهم مهاجمة الإمام عليهالسلام ولم يمض على بيعتهم إلّا أيام قلائل ، فكشفوا عن أنفسهم الخبيثة وأزالوا النقاب عن وجوههم السوداء.
وفي هذه الأثناء تسلّل الكثير من جيش الإمام الحسن عليهالسلام إلى صفوف معاوية أو إلى الكوفة ، بل هناك مَن كتب إلى معاوية بالطاعة وهم من الشخصيات الذين نقضوا بيعة الإمام الحسن عليهالسلام سرّاً واتفقوا على قتله إن وجدوا إلى ذلك سبيلاً.
٦ ـ قبول الإمام
الحسن عليهالسلام الصلح بعد عرض معاوية عليه ذلك ، فمعاوية