هو الذي طلب الصلح من الإمام الحسن لدوافع كثيرة أهمّها :
أ ـ إنّ الصلح بنظره يعطيه الشرعية في تسلّطه.
ب ـ إسكات الإمام الحسن عليهالسلام عن حقّه.
ج ـ خوفه من نتائج الحرب التي قد تودي بحياة الكثير من أنصاره بل بحياته ، وهو خلاف غرضه كما أشار إلى ذلك هو في جواب عمرو بن العاص بقوله : « لا نخلص من قتلهم حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشام » (٣٦).
د ـ خوفه من أن قتل الإمام الحسن عليهالسلام في الحرب يوجب قيام العالم الإسلامي عليه حيث قتل سيّد شباب أهل الجنة وابن النبي محمّد صلىاللهعليهوآله.
وقَبِلَ الإمام الحسن عليهالسلام الصلح بشروط دقيقة ، وبمقتضاها يعمل على طبق الضوابط الشرعية ويحافظ على أهل بيت النبوة وشيعتهم في أنحاء الدولة الإسلامية ، وسدّ احتياجاتهم المالية والأمنية ورفع السبّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانّ الحكم يكون للإمام الحسن بعده ، فإن لم يكن فلأخيه الإمام الحسين عليهالسلام ، وإن لم يكن فليس له تنصيب من قِبَله بل يكون ذلك بيد المسلمين.
وانّما اشترط هذه الشروط ليكشف بذلك عن حقيقة معاوية الخبيثة وكلامه المزيّف ، وليثبت للتاريخ أنّ معاوية هو عدو الله ورسوله وأهل بيته الذي لا يخاف من الله فنقض العهد وقال بعد ذلك : انّ كل شرط اشترطته للحسن فهو تحت قدميّ.
ومع ذلك لم يتخلّ الإمام الحسن عليهالسلام عن الصلح لأنّه ليس للدنيا وإنّما هو لصلاح الاُمّة وكفّ بعضهم عن بعض على حدّ تعبير الإمام عليهالسلام.
لماذا الصلح ؟
اتضح من خلال ما
تقدّم مجمل أسباب الصلح وأهدافه الحقيقية ، وقد خفي ذلك على الكثير من أصحابه المخلصين فضلاً عن غيرهم فتعجّبوا وانتقدوا وسألوا