فقام الإمام الحسن عليهالسلام بدور المجيب الهادىء ، وبين لهم عدّة أسباب في مجالس متعدّدة وإن كانت كلها ترجع إلى ما ذكرناه من الهدف الحقيقي ، ونلخّص هذه الأسباب فيما يلي :
١ ـ عدم ثقته بأفراد الجيش ، فان مَن يدّعي أنّه من شيعته هو الذي ابتغى قتله وانتهب ثقله قائلاً : « أرى والله أنّ معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون انّهم لي شيعة ، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي » (٣٧).
٢ ـ بيان أنّ الصلح فيه حقن دمه ودم أهل بيته قائلاً : « والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي ، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما » (٣٨).
بل انّ الصلح فيه حقن لدم الشيعة كلهم كما قال : « لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلّا قُتِل » (٣٩).
٣ ـ بيان أنّ مسالمته وهو عزيز خير من قتله وهو أسير أو المنّ عليه فيكون عاراً على أهل البيت مدى الحياة.
قال : « والله لئن اسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير أو يمنّ عليّ فيكون سنّة على بني هاشم آخر الدهر لمعاوية لا يزال يمنّ بها وعقبه على الحيّ منّا والميت » (٤٠).
٤ ـ انّ مسالمته لعدم وجدانه الأنصار اللازمين للقيام ، يقول : « والله ما سلّمت الأمر إليه إلّا إنّي لم أجد أنصاراً ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه » (٤١).
٥ ـ انّ مصالحته لأجل صلاح الاُمّة وكفّ بعضهم عن بعض والإبقاء على المؤمنين.
قال : « لكنّي أردتُ صلاحكم وكفّ بعضكم عن بعض » وقوله في جواب