الأحاديث التي قد يكون لم يذكر لها بعض تلك المناسبات مع أنّها قد رويت في كتب الحديث وأنّها معروفة عندهم.
مناقشة دعوى التواتر :
وأمّا ما ذكره ابن عبد البرّ بقوله : « فقد تواترت الآثار من الصحاح النبي صلىاللهعليهوآله » فهي دعوى تحتاج لإثبات.
بل لو قلنا بتواتره فهو لم يتواتر إلّا عن أبي بكرة لا عن النبي صلىاللهعليهوآله ، بل لم يتواتر ـ على فرض قبول التواتر ـ إلّا عن الحسن ، لأنّ كل ما روي عن أبي بكرة كلها عن الحسن ، وما رواه الحسن كله عن أبي بكرة ، كما تقدّمت الإشارة إليه ، وإن تعدّدت الطرق إلى الحسن ففي ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام لابن عساكر رواها بإثنين وعشرين طريقاً دون غيره ، وعليه لا يمكن تحقّق التواتر حتى لو قبلنا رواية ابن الزبير وجابر فإنّ رواية جابر وإن رواها ابن عساكر بطريقين (٨) فهي تنتهي إلى أبي سفيان عن جابر ، بل كل من رواها مسندة فهي عن أبي سفيان (٩) ، وعلى هذا فهي رواية واحدة ، إذ الرواة عن النبي صلىاللهعليهوآله حينئذ ثلاثة ولا يتحقّق التواتر بذلك ، وأمّا رواية غيرهم فهي مرسلة كما تقدّم.
الملاحظة الثانية : انّ من الثابت مجيء الإمام الحسن عليهالسلام للنبي صلىاللهعليهوآله في المسجد وصعوده المنبر ، ومجيئه له وقت الصلاة وصعوده على ظهره وعنقه وحمل النبي صلىاللهعليهوآله له ، ولكن إلى متى كانت سيرة الحسن هذه ؟ لا شك انّها كانت في أوائل طفولته عليهالسلام وهي سنيه الاُولى والثانية إلى الرابعة لا أكثر ؛ إذ من البعيد جداً أن يستمر على ذلك وهو في سن الخامسة ، فإنّ ذلك غير مقبول ممّن له قليل فهم وإدراك من الأطفال فكيف من الإمام الحسن عليهالسلام.
وبعبارة اُخرى ان من المستهجن صدور ذلك من الأطفال العاديين فكيف من الإمام الحسن عليهالسلام.