فمن الملاحظ أنّ هذه المناسبات لم تكن من وضع الراوي بحيث كانت مناسبة واحدة والراوي جعلها متعدّدة ، بل إنّ كلّ مناسبة تختلف عن الاُخرى ، وتعدّد المناسبات يقتضي تعدّد وتكرار صدور هذا الخبر.
فمع التوجّه إلى أنّ هذا الخبر قد تكرّر من النبي صلىاللهعليهوآله في مناسبات متعدّدة وكان في ملأ من الناس.
فينبغي أن يكون رواة هذا الخبر متعدّدين بحيث تكثر رواته من الصحابة وبالتبع تكثر رواته من التابعين.
فانّ مقتضى تكرار النبي صلىاللهعليهوآله ليس إلّا لأهميّته لكي يلتفت المسلمون ويعلموا به ويتناقلوه لكي ينتشر.
فكان مقتضى مناسبة الحكم للموضوع هو تعدّد الرواة ، لا أن يكون راويه يكاد أن ينحصر بفرد واحد وقد انتشرت عنه وهو أبو بكرة ، وأمّا رواية غيره فقد قلنا إنّها لم تُذكر في الصحاح الستة ولا غيرها من الكتب الحديثية المشهورة ، بل ذكرت في بعض الكتب المتأخرة إذ لم تُذكر في كتب القدماء ، بل من الواضح أنّ روايتهم لها ليس بتلك الأهميّة وإلّا لذكرت رواية كل منهم في أكثر من كتاب ، أو ذكرت في بعض الكتب الحديثية المشهورة.
وعلى كلٍ لو كانت صادرة عن النبي صلىاللهعليهوآله مع تعدّد صدورها منه لنقلت بنحوٍ أكثر استفاضة عن الصحابة إن لم يكن نقل مثل هذا الخبر بنحو متواتر ، فأين أبو هريرة وعائشة وابن عمر وابن عباس وأنس والمكثرون من الحديث ؟ فكيف خفيت عليهم ولم يسمعوها من النبي صلىاللهعليهوآله ؟.
بل لو رُويت عن هؤلاء
لرُويت بنحوٍ يكون معروفاً لدى أهل الحديث ولا تخلو منه الكتب الحديثية المهمّة ، كما في حديث : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة » و « الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا » إلى غير ذلك من