كان بنحو الإرسال وليست في كتب أصحاب الحديث ولا في الكتب القديمة ، على أنّه لو رويت عنه لاشتهرت ونُقلت عنه فإنّهم رووا عنه ما هو أقل من هذه الرواية شأناً وصدوراً.
فإنّه لو سمعها من النبي صلىاللهعليهوآله لكان أوّل من يرفع بها عقيرته بعد الصلح أمام أهل الكوفة.
فقد روى التاريخ انّه لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مراراً وقال : يا أهل العراق أتزعمون انّي أكذب على الله ورسوله وأحرق نفسي بالنار ، والله لقد سمعت رسول الله يقول ان لكلّ نبي حرماً وانّ المدينة حرمي فمَن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ( قال ) وأشهد بالله انّ علياً أحدث فيها ، فلمّا بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولّاه امارة المدينة.
إلى غير ذلك ممّا كان الغرض منه الحط من شأن علي عليهالسلام ، والتقرّب إلى معاوية.
فلو كان سمع هذه الرواية ، أو لو كانت قد صدرت عن النبي صلىاللهعليهوآله لكان بمقتضى المناسبة أن يذكر هذا الخبر الذي يجعل معاوية وفئته من المؤمنين ـ المسلمين ـ خصوصاً بعد ان اشتهر بين أهل الكوفة انّ الفئة الباغية هي معاوية وفئته ، ليرفع الشك من نفوس الناس ، فإنّ روايته لذلك الخبر إنّما للحطّ من شأن علي عليهالسلام والرفع من مقام معاوية ، فإذا أمكنه أن يرفع من شأن معاوية بشيء ينطبق على معاوية نفسه وثابت عن النبي صلىاللهعليهوآله كان ذكره مناسباً جداً وأولى في بيان مراده.
بل لو سمعها أو صدرت
عن النبي صلىاللهعليهوآله لنقلت عنه فيما بعد ، فإنه لم يبق
شيئاً