لم يروه ممّا سمعه عن النبي صلىاللهعليهوآله وممّا لم يسمعه فانّ المجال كان أمامه مفتوحاً على مصراعيه.
الملاحظة الخامسة : لو صدرت عن النبي صلىاللهعليهوآله كيف لم يذكرها الإمام الحسن عليهالسلام في الجواب على مَن اعترض عليه بعد الصلح مع أنّه قد ذكر ـ كما يروون ـ وأجاب بقوله (١٢) « مع أنّ أبي كان يحدّثني أنّ معاوية سيلي الأمر فوالله لو سرنا إليه بالجبال والشجر ما شككت انه سيظهر .. » وأجاب أيضاً على بعض من اعترض عليه بقوله (١٣) « لا تؤنّبن يرحمك الله فانّ النبي قد رأى بني اُميّة يخطبون على منبره رجلاً رجلاً فساءه ذلك فنزلت ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) نهر في الجنة ، ونزلت ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ .. ) تملّكها بنو اُميّة.
مع أنّ من المناسب جداً هو أن يجيب بهذه الرواية التي عدّت من إخبارات النبي الغيبية.
فكما انّه ذكر ذلك جواباً كان ينبغي أن يذكر هذه الرواية فانّها أوقع في الجواب وأوضح في العذر.
الملاحظة السادسة : ممّا يؤكّد انّها موضوعة وعدم صدورها عن النبي صلىاللهعليهوآله ما رواه في مروج الذهب (١٤) : « انّه لما صالح الإمام الحسن عليهالسلام معاوية كبّر معاوية بالخضراء وكبّر أهل المسجد لتكبير أهل الخضراء فخرجت فاختة بنت قرضة من خوخة لها وقالت : سرك الله يا أمير المؤمنين (١٥) ما هذا الذي بلغك ؟ فقال : أتاني البشير بصلح الحسن وانقياده فذكرت قول رسول الله : إنّ ابني هذا سيّد أهل الجنة وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين فحمدت الله الذي جعل فئتي إحدى الفئتين المؤمنتين ».
فتلاحظ أن معاوية لم
يفرح ويكبّر للصلح نفسه بل لتحقّق إخبار النبي صلىاللهعليهوآله ففرح لكونها معجزة للنبي صلىاللهعليهوآله ، ولأنّ فئته إحدى الفئتين المؤمنتين ،
وهذا هو