الذي يهمّه ويشغل باله وهو ان يضفي على نفسه وفئته الإيمان على لسان النبي صلىاللهعليهوآله بعد ان ثبت عنه صلىاللهعليهوآله « عمّار تقتله الفئة الباغية » واشتهار انّها معاوية وأصحابه.
مضافاً إلى أنّ روايته عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « انّ ابني هذا سيد أهل الجنة وسيصلح .. » لم يروه أحد ممّن روى هذا الخبر فان أقصى ما روي هو انّ ابني هذا سيد فقط لا « سيّد أهل الجنة ».
الملاحظة السابعة : انّ هذه لم ترو إلّا في كتب العامّة ومن طرقهم ولم ترو من طرفنا لا عن الأئمة عليهمالسلام ولا من طرقنا عن الصحابة ، بل لم تُذكر في كتب قدمائنا كالشيخ الصدوق والمفيد رحمهمالله.
والذي ذكرها ممّن تأخّر عنهم كالمناقب وأعلام الورى وكشف الغمة انّما نقلها عن كتب العامّة.
بل حتى البحار (١٦) لم يذكرها إلّا في ضمن ما نقله عن المناقب وأعلام الورى وكشف الغمة والعدد القوية ، فلو صدرت عن النبي صلىاللهعليهوآله بهذه الكثرة والتعدّد لرأينا لها أثراً في طرقنا ولذكرها الأئمة عليهمالسلام لا أقل عند تعرضهم لصلح الإمام الحسن عليهالسلام ، فمثلاً قد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام حين سُئل عن صلح الحسن عليهالسلام انّه قال : « انّه أعلم بما صنع ولولا ما صنع لكان أمر عظيم ».
وهذا لا يعني أنّ كل ما روي من فضائل أهل البيت عليهمالسلام في كتب العامّة يجب أن يُروى عن أئمتنا عليهمالسلام أو من طرق أصحابنا.
بل مرادنا أنّ مثل هذه الرواية التي تكرّر صدورها عن النبي صلىاللهعليهوآله واشتهرت وادّعي تواترها ، لو كانت قد صدرت لرأينا فيما ورد عن الأئمة عليهمالسلام أو رُويت من طرقنا عن الصحابة أو لا أقل رأيناها في كتب قدمائنا كأمثالها من الروايات.