من موهّنات الخبر
ولن نكون بعيدين عن الحقّ لو قلنا : إنّ من موهنات الحديث هو اتفاق وإجماع علماء العامّة عليه محدثين ومؤرخين ، وخلو مجاميعنا منه وعدم روايتنا له.
بل كل ما قويت واشتهرت روايتهم لحديث كان أوهن للرواية ، بل وإن بلغ التواتر عندهم كان أقوى في الوهن خصوصاً إذا كانت الرواية ممّا تحتاج للتأويل أو مخالفة العقل والنقل.
شبيه ونظير
وممّا يشبه هذا الخبر ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « علماء اُمّتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل » فهي مع شهرتها على الألسنة والكتب لم تروَ إلّا في كتب العامّة وإن ذكرت في كتبنا فهي عنهم.
فهي مع شيوعها وشهرتها نرى أنّ كثيراً من علمائنا ممّن تعرّض لها يصرح بانّها من موضوعات العامّة وليس إلّا لعدم روايتنا لها.
النتيجة
وبعد هذا كلّه يتضح أنّ هذه الرواية من الموضوعات ، وانّ أبا بكرة لم يروها عن النبي صلىاللهعليهوآله فلا وجه للتمسّك بهذه الرواية وإن قلنا إنّها رويت عن غيره. وهذا تمام الكلام في الجهة الاُولى.
وأمّا الجهة الثانية : وهي ما سنتعرّض فيها إلى المروي ودلالاته أهي منافية لما جاء عن النبي صلىاللهعليهوآله وللاعتقاد الثابت أو لا ؟
لفظ الرواية المشهور
فمع غضّ الطرف عمّا تقدّم في الجهة الاُولى الذي نراه هو المنافاة ، وقبل بيان ذلك نعيد ما أشرنا إليه من أنّ الرواية جاءت تارة بلفظ فئتين فقط ، واُخرى فئتين عظيمتين ، وثالثة فئتين من اُمتي ورابعة فئتين من المسلمين أو المؤمنين.