إلّا انّ الغالب فيما جاء هو ـ فئتين من المسلمين ـ وفي بعض ـ من المؤمنين ـ بحيث يعد غير ذلك من النادر في نقل هذه الرواية حتى انّ هذه الرواية اشتهرت بفئتين من المسلمين وانّ غير ذلك كأن لم يروَ.
مدلول الخبر :
وعلى كل فأنّ مدلول هذا الخبر هو إثبات الإيمان للفئتين بما فيها فئة معاوية المحاربة لإمام زمانها ، فإنّ المراد من الفئتين هما الفئتان المتقابلتان ، إمّا بالحرب أو بإرادة الحرب ، وليس المراد منها ما قبل الحرب أو ما بعدها ، فإنّ الإصلاح إنّما هو بين الفئتين المختلفتين بالحرب أو بإرادتها والتهيّؤ لها كما هو موضع الاستشهاد بالخبر.
وهذا المروي بهذا النحو هو الذي يكون مورد ملاحظاتنا لبيان المنافاة وإليكها :
الملاحظة الاُولى : منافاة هذا الحديث لما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله : « يا علي حربك حربي » و « ألا انّ عليّاً بضعة مني فمن حاربه فقد حاربنا » و « عاديت مَن عاداك » مخاطباً عليّاً ، وقوله مخاطباً لعلي وفاطمة والحسنين : « أنا حرب لمَن حاربكم وسلم لمَن سالمكم ».
إذ ممّا لا شك فيه أنّ حرب النبي صلىاللهعليهوآله كفر فتكون حرب علي والحسن كفراً ، وقد حاول بعض العامّة أن يفصّل في مدلول هذه الرواية الثابتة ـ يا علي حربك ـ إلى أنّ مَن حاربه عالماً معانداً فينطبق عليه أنّه حرب للنبي ، وأمّا مَن حاربه عن شبهة كما في أصحاب الجمل وصفين فلا ينطبق على حربهم انّها حرب النبي صلىاللهعليهوآله فلا يكون كافراً.
إلّا انّ هذه المحاولة متكلّفة جداً ، فانّ الرواية مطلقة وتشمل كل مَن حارب عليّاً أكان معانداً أو عن شبهة هذا أوّلاً.