الماشي فيها ، والماشي فيها خير من الساعي إليها ».
وكأنّه فهم من ذلك أنّ حرب صفّين والجمل والنهروان ممّا دعا النبي صلىاللهعليهوآله لاعتزالها ، لأنّها من الفتن التي لا خير فيها للإسلام ، بل كان يثبّط الآخرين عن الحرب مع علي عليهالسلام ، فقد روي عن الأحنف بن قيس قال : خرجت وأنا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال : اين تريد يا أحنف ؟ قال قلت : أريد نصر ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ يعني عليّاً ـ قال : فقال لي : يا أحنف ارجع فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .. » (٣٢).
ويظهر من ذلك ـ مع الالتفات إلى أنّه لم يرو شيئاً من فضائل أهل البيت عليهمالسلام ـ أنّه من المنحرفين عن علي وآله عليهمالسلام ، فشخص مثل هذا لا يستبعد منه أن يضع مثل هذه الرواية تقرّباً لعدو علي وآله عليهمالسلام ، إمّا هذا أو تكون قد وضعت ونسبت إليه.
والخلاصة : أنّ هذه الرواية ممّا وضع باُسلوب ذكيّ ، فإنّ كلمة ان ابني سيّد وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله في حقّ الإمام الحسن عليهالسلام ووردت في حقّ الإمام الحسين عليهالسلام أيضاً.
نص الرواية غير المشهور
نعم وردت هذه الرواية عن أبي بكرة بدون لفظة من المسلمين أو المؤمنين ، بل بلفظ بين فئتين عظيمتين فقط ، كما في مجمع الزوائد وتاريخ الثقاة واُسد الغابة لابن الأثير ، وأيضاً نقلها في المناقب بين فئتين فقط ، وفي دلائل الإمامة عن كثير بن سلمة بين طائفتين فقط.
وهذا المضمون لا يرد
عليه ما ذكرناه في الجهة الثانية ، ولذا احتمل البعض