ورسوله ، ولو كان واجباً لم يمدح النبي صلىاللهعليهوآله الحسن بتركه فدلّ الحديث على أنّ ما فعله الحسن بن علي ممّا يحبّه الله ورسوله .. » (٢٩).
مضافاً إلى أنّ الواضع يريد أن يجعل معاوية والإمام الحسن عليهالسلام على قدم المساواة ولا فضل لأحدهما على الآخر ، فإنّ كلّاً مع أصحابه فرقة من المؤمنين وما الصلح محبوباً مع معاوية إلّا لكونه مؤمناً وبالتساوي مع الإمام الحسن عليهالسلام.
واضع الحديث
وأمّا مَن هو الواضع ؟ إنّه على خطّ معاوية فهو إمّا معاوية وبأمر منه ، أو مَن سار على نهجه ، وبما أنّ الرواية المشهورة إنّما هي عن أبي بكرة ، فيكون قد وضعها تزلفاً وتقرّباً من معاوية.
انحراف أبي بكرة عن علي عليهالسلام
فهو وإن عدّ من خيار الصحابة إلّا أنّه من المنحرفين عن خطّ علي عليهالسلام ، فهو الراوي كما عن الحسن وابنه عبد الرحمن أن النبي صلىاللهعليهوآله قال ذات يوم : « مَن رأى منكم رؤيا ؟ فقال رجل : أنا رأيت ، كأنّ ميزاناً نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت ، ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر ، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ، ثم رفع الميزان فرأينا الكراهة في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفي رواية عبد الرحمن فاستاء لها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : خلافة نبوة ثم يؤتي الله تبارك وتعالى الملك مَن يشاء » (٣٠).
وهو الراوي : « إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنّم ، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعاً » (٣١).
وهو الراوي : « إنّها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من