ونتيجة هذا البحث هو أنّ هذه الرواية من الموضوعات ولا يخفى أنّ الغرض من وضعها ـ أيّاً كان الواضع ـ هو إضفاء صبغة الإسلام والإيمان على معاوية وفئته ، وإخفاء وطمس ما صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله من أنّهم الباغون.
إذ انّ معاوية حاول صرف قول الرسول صلىاللهعليهوآله : « عمّار تقتله الفئة الباغية » عن مساره معتمداً على تأويل ابن العاص بأنّ مَن قتله هو الذي أخرجه وجاء به.
وقد انطلت هذه الشبهة على السذّج من أهل الشام وهم الكثير ، وهناك من لم يقبله منهم كما أنّ غير أهل الشام كانوا ينبزونه وجماعته بذلك.
أهداف الوضع
فراحت محاولاته تبحث عن شيء يسدل الستار على ذلك الوصف ، امّا برفعه أو بإثبات وصف آخر يزيله ، فانّ معاوية ينظر إلى المستقبل وإن مضى على استشهاد ذلك الوصف حتى وقع الصلح فلم يرَ ظرفاً أنسب من ذلك الوقت ليرفع ذلك الوصف ، فوضع هذه الرواية ليثبت أمام المسلمين أنّ النبي قد شهد بإيمانه وإيمان جماعته كما عرفته عند نقلنا لكلامه عند وصول خبر الصلح إليه. فلا مجال لأحد بعد ذلك ليتكلم عليه.
وأيضاً حاول واضعوه إثبات أنّ حرب معاوية لم تكن محبوبة لله ولرسوله ، لأنّ معاوية وأصحابه من المؤمنين بشهادة النبي صلىاللهعليهوآله ، وإلّا لو كانت محبوبة لله ولرسوله لما مدح النبي صلىاللهعليهوآله الحسن على صلحه ، ونتيجة ذلك أنّ الصلح محبوب والحرب غير محبوبة ومن ثم تكون حرب علي عليهالسلام لمعاوية غير محبوبة لله ولرسوله صلىاللهعليهوآله.
وبمثل ذلك تشبّث
محمّد بن عبد الوهاب في كتابه عقائد الإسلام حيث قال : « قال العلماء رحمة الله عليهم إنّ قتال أهل الشام ليس بواجب قد أوجبه الله